ما بين أجهزة تنصت في الأحذية وصور لقصف إسرائيل نوويًا.. هل تشهد إيران تغيرات في استراتيجيتها؟
ما بين أجهزة تنصت في الأحذية وصور لقصف إسرائيل نوويًا.. هل تشهد إيران تغيرات في استراتيجيتها؟

اتهم مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالضلوع في عمليات تجسس لصالح أطراف أجنبية، وعلى رأسها إسرائيل، وذلك في أعقاب تقارير عن هجمات أميركية وإسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال الأسابيع الماضية.
ضربة نووية ضد إسرائيل
وبحسب شبكة "إيران إنترناشونال"، فإنه في واحدة من أكثر الإشارات إثارة للجدل، نشر مهدي محمدي، المستشار الاستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، صورة عبر خاصية القصص على حسابه في تطبيق إنستغرام، تُظهر خريطة لإسرائيل تعلوها سحابتان على شكل فطر، في رمزية تشير إلى تفجير نووي.
وبعد موجة انتقادات، تراجع محمدي قائلاً: إن الصورة نُشرت عن طريق خطأ من مدير صفحته، وأضاف موضحًا: لا أؤمن بأن امتلاك إيران للسلاح النووي سيعزز من قوة ردعها، مشيرًا إلى محدودية الجدوى العسكرية للأسلحة النووية.
اتهامات رسمية للوكالة الدولية بالتجسس لصالح إسرائيل
من جهته، كشف محمود نبويان، نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن السلطات الإيرانية اكتشفت شرائح تجسس مخبأة في أحذية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زياراتهم التفتيشية للمواقع النووية الإيرانية.
وفي مقابلة مع وكالة فارس الإيرانية، اتهم نبويان المفتشين صراحةً بأنهم عملاء تجسس، مضيفًا أن المعلومات التي تحصل عليها الوكالة تأتي إما من الأقمار الصناعية الأميركية أو من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وعلى رأسها إسرائيل.
وأشار نبويان، أن بعض المعلومات التي استندت إليها الوكالة لتوجيه اتهامات ضد إيران بشأن منشآت غير معلن عنها، مصدرها إسرائيل، متسائلًا: "هل إسرائيل عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي حتى تُؤخذ معلوماتها بعين الاعتبار؟".
واتهم المدير العام للوكالة رافائيل غروسي بتسريب تقارير سرية عن البرنامج النووي الإيراني إلى الصحف الإسرائيلية والأميركية، مؤكدًا أن هذا يُعد خرقًا صريحًا للقواعد ويستوجب محاسبة الوكالة.
وأضاف: أن وزارة الاستخبارات الإيرانية تمكّنت من الحصول على نحو عشرة ملايين وثيقة سرية من إسرائيل، وأن كثيرًا منها يؤكد اختراق الوكالة وسوء استخدام تقاريرها من قبل أطراف أجنبية.
خلافات داخلية بشأن الخيار النووي وردّ على العدوان
ويأتي هذا التوتر في وقت دعا فيه عدد من أعضاء البرلمان الإيراني المجلس الأعلى للأمن القومي إلى مراجعة العقيدة الدفاعية للبلاد والنظر في اعتماد خيار تطوير السلاح النووي في ظل التصعيد العسكري المتواصل.
وكان وزير الخارجية الإيراني السابق عباس عراقجي قد صرّح بأن إيران مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن بشرط وجود ضمانات حقيقية تمنع انزلاق المفاوضات إلى صدام عسكري مباشر.
وانتقد عراقجي السياسات الأميركية بشدة، معتبرًا أن الهجمات الأخيرة على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان دمّرت المسار الدبلوماسي وجعلته أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.