الهدنة في مهب الريح.. غزة تحترق والخلافات تعمّق الانقسام في الدوحة

الهدنة في مهب الريح.. غزة تحترق والخلافات تعمّق الانقسام في الدوحة

الهدنة في مهب الريح.. غزة تحترق والخلافات تعمّق الانقسام في الدوحة
حركة حماس

شهدت مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة تعثرًا جديدًا، وسط انقسام حاد بين الطرفين بشأن حجم الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وذلك وفقًا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية مطّلعة على تفاصيل المباحثات.


وأفادت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، نقلاً عن مسؤولين من الطرفين، بأن المفاوضات غير المباشرة حول مقترح أمريكي لهدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا، ما تزال مستمرة لليوم السابع، دون تحقيق اختراق حقيقي حتى الآن، رغم آمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإحراز تقدم قريب.

إطلاق نار مميت


وأكدت الوكالة الدولية، أنه وفي تطور خطير على الأرض، قال مسعفون فلسطينيون إن 17 مدنيًا قتلوا السبت أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في مدينة رفح، بعدما فتحت القوات الإسرائيلية النار عليهم قرب نقطة توزيع تديرها جهة مدعومة أمريكيًا.


وأوضحت مصادر طبية، أن الضحايا أصيبوا بطلقات في الرأس والصدر، بينما نقلت رويترز عن شهود عيان روايات مؤلمة حول إطلاق نار استمر خمس دقائق باتجاه الجموع الجائعة.
وقال الشاهد محمود مكرم للوكالة: كنا جالسين ننتظر، وفجأة بدأ إطلاق النار باتجاهنا. كنا عالقين تحت النيران، الناس أصيبوا في الرأس والصدر. لا توجد رحمة هناك، الناس يذهبون لأنهم جوعى، ويعودون في أكياس الموتى.


وأظهر مقطع مصور بثته "رويترز" جثث الضحايا وهي ملفوفة بأكفان بيضاء داخل مستشفى ناصر، في مشهد أثار غضبًا واسعًا بين السكان المحليين.

الخرائط الإسرائيلية تثير غضب حماس


ذكرت مصادر فلسطينية، أن إحدى أبرز نقاط الخلاف بين الوفدين تتعلق برفض حركة حماس خرائط الانسحاب التي قدمتها إسرائيل، والتي تبقي على نحو 40% من مساحة غزة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك مدينة رفح بالكامل ومناطق في شمال وشرق القطاع.


وأضافت: أن حماس تطالب بعودة القوات الإسرائيلية إلى خطوط وقف إطلاق النار السابقة قبل استئناف العملية العسكرية في مارس الماضي، وترفض أي وجود عسكري دائم أو واسع داخل القطاع.


كما تطالب بضمانات واضحة لإنهاء الحرب، وربط إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بالتوصل إلى اتفاق نهائي، وهو ما ترفضه إسرائيل، التي تصر على إنهاء القتال فقط بعد إطلاق سراح جميع الرهائن وتفكيك البنية العسكرية والإدارية لحركة حماس.

فجوة بين المطالب والوساطات الدولية


قال مصدر فلسطيني: إن مقترحات المساعدات وآليات إنهاء الحرب ما زالت تمثل عقبات جوهرية أمام التوصل إلى اتفاق.


وأشار، أن تدخلاً أمريكيًا أوسع قد يساهم في كسر الجمود، لكنه أوضح أن واشنطن لم تُمارس حتى الآن ضغطًا كافيًا على إسرائيل لتعديل مواقفها.


وكانت الولايات المتحدة قد دفعت بنظام توزيع جديد للمساعدات في القطاع، يستند إلى جهة مدعومة أمريكياً وتحظى بحماية من الجيش الإسرائيلي، وهو ما رفضته الأمم المتحدة باعتباره خطرًا ويخرق مبادئ الحياد الإنساني.


وتقول إسرائيل: إن هذا النظام ضروري لمنع تسلل المساعدات إلى أيدي المسلحين.

تصاعد الغضب الإسرائيلي الداخلي والدولي


في المقابل، شهدت ساحة كابلان وسط تل أبيب، السبت، تظاهرة ضخمة ضمت آلاف الإسرائيليين للمطالبة بإبرام اتفاق فوري يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس. ورفع المحتجون شعارات تنتقد أداء الحكومة، واتهموها بالمماطلة.


وقال المتظاهر بوعز ليفي لرويترز: نحن هنا للضغط على الحكومة، لأن أصدقاءنا وإخوتنا ما زالوا في غزة، وقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب. هذا هو السبب في وجودنا.