استدعاء جنود الاحتياط وتشويش الاتصالات.. تحركات إسرائيلية لمواجهة التهديد الإيراني
استدعاء جنود الاحتياط وتشويش الاتصالات تحركات إسرائيلية لمواجهة التهديد الإيراني
قال الجيش الإسرائيلي، في وقت متأخر أمس الخميس، إنه ألغى إجازات الوحدات القتالية، واستدعى المزيد من جنود الاحتياط وحجب إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، في ظل تزايد التهديدات من قبل إيران بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية في سوريا، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
مخاوف إسرائيلية
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي لم يذكر صراحة السبب وراء هذه التحركات، في حين قالت الصحف الإسرائيلية إن ذلك جاء وسط مخاوف من تهديد متزايد من إيران، وهو احتمال ألمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات أمام مجلس الوزراء الأمني مساء الخميس.
وقال نتنياهو: "منذ سنوات، تعمل إيران ضدنا بشكل مباشر وعبر وكلائها؛ ولذلك، فإن إسرائيل تعمل ضد إيران ووكلائها، دفاعيًا وهجوميًا”، دون الإشارة بشكل مباشر إلى تحركات الجيش.
وأضاف: "سنعرف كيف ندافع عن أنفسنا، وسنتصرف وفق المبدأ البسيط المتمثل في أن من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا سنؤذيه".
تعهد إيراني
وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك الإسرائيلي جاء في أعقاب تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بمعاقبة إسرائيل على قتل كبار القادة الإيرانيين هذا الأسبوع في غارة جوية في سوريا. وكان الهجوم من أكثر الهجمات دموية في حرب الظل المستمرة منذ عقود بين العدوين، وقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن مخاوفهم من أنه قد يؤدي إلى ضربات انتقامية ضد إسرائيل أو حليفتها الولايات المتحدة.
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء أنه قرر تجنيد جنود احتياطيين لوحدة الدفاع الجوي التابعة له، ولم يقدم المزيد من التفاصيل.
وأضاف أن الإعلان عن وقف الإجازات لجميع الوحدات القتالية جاء في بيان مقتضب آخر، حيث قال الجيش إن القرار – الذي وصفه بالمؤقت – تم اتخاذه في ضوء “أحدث تقييم للوضع”، مضيفًا أن إسرائيل “في حالة حرب ونشر القوات قيد التقييم المستمر”.
وقال المتحدث باسم الجيش، الأدميرال دانييل هاغاري، في وقت لاحق، إن إسرائيل قامت أيضًا بتعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) خلال اليوم الماضي لاعتراض أي تهديدات، ولم ينسب تلك التهديدات إلى إيران أو أيّة جماعة أو دولة على وجه الخصوص.
وتابع في مؤتمر صحفي: “خلال الحرب، تعاملنا مع عدد كبير من التهديدات التي تم إطلاقها تجاه إسرائيل، الصواريخ والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز”، في إشارة إلى المركبات الجوية بدون طيار، مثل الطائرات بدون طيار، مضيفًا أن “معظمها تم تصنيعها في إيران”.
حرب غزة
وأكدت الصحيفة أن هذه التحركات تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه الجيش الإسرائيلي لضغوط بسبب أشهر من القتال ضد حماس في غزة، وقد تم استدعاء جنود الاحتياط للخدمة لفترات أطول أو فترات إضافية في الخدمة، وقد اشتعل من جديد جدل وطني حاد حول ما إذا كان ينبغي مطالبة اليهود المتشددين بالانضمام إلى الجيش.
وتعهد نتنياهو بمواصلة الضغط على غزة من خلال غزو بري لمدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني. ويأتي وعده بغزو رفح على الرغم من الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار والانتقادات الدولية لسلوك إسرائيل في الحرب.
وأعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم إزاء حجم الوفيات بين المدنيين في غزة وحذروا من أن خطط إسرائيل لاجتياح رفح قد تؤدي إلى كارثة. وأدت الهجمات الإسرائيلية القاتلة على قافلة من عمال الإغاثة هذا الأسبوع إلى تفاقم هذه المخاوف، مما أثار انتقادات حادة من الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير دفاعه لويد جيه أوستن.