من 32 شخصًا.. حزب الله ينعي 20 مقاتلًا في موجة جديدة من ضربات اللاسلكي
من 32 شخصًا.. حزب الله ينعي 20 مقاتلًا في موجة جديدة من ضربات اللاسلكي
في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله بعد أحداث السابع من أكتوبر، يزداد التساؤل حول طبيعة الرد المتوقع من قبل مليشيات حزب الله المدعومة من إيران، على الضربات التي وجهتها إسرائيل مؤخرًا، هذه الضربات، التي استهدفت قيادات وعناصر تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، تأتي في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة بين إسرائيل والجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
حزب الله، الذي يُعتبر أقوى الفصائل المسلحة في لبنان ويمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والأسلحة المتطورة، قد يتخذ خيارات متعددة للرد على هذه الضربات، الرد التقليدي لحزب الله كان يتم عادة عبر إطلاق صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى على شمال إسرائيل، أو تنفيذ عمليات نوعية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومع ذلك، فإن طبيعة الصراع الحالية والتغيرات الإقليمية قد تدفع الحزب إلى اتخاذ تكتيكات جديدة ومختلفة.
وفاة 20 شخصًا باللاسلكي
وقد أعلن حزب الله اللبناني مقتل 20 من عناصره، فيما أفاد مصدر مقرب منه، بأنهم قتلوا في تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكي نسبت إلى إسرائيل.
ونعى حزب الله المقرب من إيران كل عنصر من هؤلاء على حدة، قائلا: إنه "ارتقى شهيدًا على طريق القدس"، وهي العبارة التي يستخدمها منذ بدء التصعيد لنعي مسلحيه الذين يقضون بنيران إسرائيلية، وأوضح المصدر المقرب من حزب الله، أن القتلى قضوا في انفجارات اللاسلكي، الأربعاء.
وكشف وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن الحصيلة الإجمالية للقتلى نتيجة تفجيرات اليومين الماضيين، بلغت 32 وآلاف من الجرحى، وأوقعت موجة الأربعاء، 20 قتيلا وأكثر من 450 جريحاً في مختلف أنحاء البلاد، وفق السلطات.
وجاء هذا الهجوم غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل وأوقع 12 قتيلاً ونحو ثلاثة آلاف جريح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، الثلاثاء، واتهم حزب الله إسرائيل التي لم تعلق على الحادثين، بالوقوف وراء الانفجارات وتوعد بالرد.
توعد نصر الله
من المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة الخميس، حول ما حصل، والرد على إسرائيل قد يشمل استخدام الحرب السيبرانية، وهو مجال أصبح يلعب دورًا متزايدًا في الصراعات الحديثة.
حزب الله، الذي يُعتقد أنه يمتلك قدرات متقدمة في هذا المجال، قد يحاول استهداف البنية التحتية الإسرائيلية عبر هجمات إلكترونية على شبكات الاتصالات أو الكهرباء أو حتى الأنظمة العسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى تعطيل جزئي لقدرات إسرائيل الدفاعية أو الهجومية.
من جانبها، ستكون إسرائيل مستعدة للرد بقوة على أي هجوم من حزب الله، الجيش الإسرائيلي يمتلك خبرة طويلة في التعامل مع التهديدات القادمة من لبنان، وقد يتخذ ردودًا هجومية أوسع نطاقًا إذا شعر بأن مصالحه الحيوية تتعرض لخطر كبير. ولكن، يبقى السؤال الرئيسي هنا: هل يسعى الطرفان إلى الدخول في مواجهة شاملة، أم أن الردود ستظل في نطاق التصعيد المحدود الذي يمكن التحكم فيه؟
حتى الآن، لم تُظهر أي من الطرفين رغبة واضحة في الدخول في حرب مفتوحة، خاصة مع الأوضاع المتوترة في المنطقة والتدخلات الدولية التي تسعى إلى تهدئة الوضع. ولكن، في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية واستمرار حزب الله في التهديد بالرد، يبقى التصعيد ممكنًا في أي لحظة، وسيكون ذلك مرتبطًا بشكل كبير بحسابات الربح والخسارة من الدخول في مواجهة جديدة.