دعوة بايدن للسلام.. هل تنجح في إيقاف نزيف السودان؟.. خبراء يجيبون
دعوة بايدن للسلام.. هل تنجح في إيقاف نزيف السودان؟.. خبراء يجيبون
في خطوة جديدة نحو إنهاء الصراع الدموي في السودان الذي دام لأكثر من 17 شهرًا، أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استعدادهما لمناقشة الحلول السلمية.
هذا الرد جاء استجابة لدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للطرفين المتناحرين للعودة إلى طاولة المفاوضات، على الرغم من استمرار تبادل الاتهامات بين القادة السودانيين.
*إشارات منفتحة نحو السلام*
أعلن كل من قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن استعدادهما للتفاوض من أجل وقف الحرب التي أودت بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ اندلاعها في أبريل 2023.
في بيان له يوم الأربعاء، أكد البرهان، أن الحكومة السودانية ما زالت "منفتحة على كافة الجهود البناءة لإنهاء هذه الحرب المدمرة".
من جانبه، صرح حميدتي - في وقت لاحق عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)-، قائلاً: "نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار، إذ نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي".
* تبادل الاتهامات*
على الرغم من تصريحات الانفتاح على الحل السلمي، لم يتوقف البرهان وحميدتي عن تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن استمرار الصراع. كل منهما ألقى باللوم على الآخر في تعثر جهود وقف إطلاق النار، متهمين قوات بعضهما البعض بارتكاب انتهاكات إنسانية خطيرة. ومع ذلك، لم يحدد أي منهما خطوات واضحة أو عملية لتحقيق الحل السلمي، مما يثير تساؤلات حول جدية الطرفين في التوصل إلى تسوية نهائية.
*المأزق السوداني*
في الشهر الماضي، أشارت مصادر وساطة دولية، تقودها الولايات المتحدة، إلى أن محادثات سابقة في سويسرا شهدت بعض التقدم بشأن تحسين وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين. ومع ذلك، فإن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أثر بشكل كبير على نجاح المحادثات، وأدى إلى عدم تحقيق اختراق في المساعي الرامية إلى إنهاء الأزمة.
تحاول القوى الدولية والإقليمية منذ اندلاع النزاع المستمر في السودان دفع الطرفين المتناحرين إلى طاولة المفاوضات. لكن العقبات العديدة، بما في ذلك انعدام الثقة بين البرهان وحميدتي وتفاقم الأزمة الإنسانية، أعاقت أي تقدم ملموس.
في هذا السياق، تعد دعوة بايدن خطوة أخرى في سلسلة محاولات إنهاء الصراع، لكنها ما تزال تواجه تحديات كبيرة.
*التحديات الإنسانية*
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تأثرت البلاد بأزمة إنسانية متفاقمة، حيث تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص وتشريد مئات الآلاف.
المناطق المتأثرة بالصراع تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، مما يجعل الحاجة إلى حل سلمي أكثر إلحاحًا. ومع أن المحادثات السابقة قد نجحت في الحصول على ضمانات لتحسين وصول المساعدات، فإن غياب التزام حقيقي بوقف إطلاق النار جعل تلك الجهود غير فعالة.
*مستقبل السلام في السودان*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، في ظل استمرار الانقسام بين الجيش وقوات الدعم السريع، يبدو أن الوصول إلى حل سلمي للصراع السوداني لا يزال بعيدًا.
وأضاف - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أن التصريحات الإيجابية التي صدرت عن البرهان وحميدتي قد تشير إلى رغبة في تهدئة التوترات، ولكن عدم تقديم خطوات عملية يجعل السلام أقرب إلى التمني منه إلى الواقع.
الجهود الدولية، وعلى رأسها دعوة بايدن، قد تدفع الطرفين نحو العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن يبقى السؤال: هل سيترجم هذا الانفتاح إلى حلول ملموسة على الأرض؟
وتابع أستاذ العلوم السياسية، على الرغم من التصريحات المنفتحة من قبل البرهان وحميدتي، يبقى مستقبل السودان معلقًا بين الحرب والسلام.
واختتم، الحل السلمي يبدو ممكنًا، لكنه يتطلب التزامًا جادًا من الأطراف المتصارعة، إلى جانب دعم مستمر من المجتمع الدولي.
الأيام المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الدعوات ستثمر عن نتائج ملموسة أم ستظل مجرد كلمات.