وضاح بن عطية: الحوثي يسعى لإغراق الملاحة الدولية في أزمات
الحوثي يسعى لإغراق الملاحة الدولية في أزمات
تتصاعد حدة التوتر في البحر الأحمر ومضيق باب المندب مع تكثيف الهجمات على السفن المتجه إلى إسرائيل؛ مما أثر سلبا على حركة الملاحة، في الوقت نفسه تتواصل الضربات الأميركية ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تهدف إلى وقف اعتداءاتهم على الملاحة في البحر الأحمر.
إغراق البحر الأحمر
وكشفت تقارير يمنية أنه أصبح إغلاق البحر الأحمر على يد الحوثيين قضية عربية تعني الدول المحيطة مباشرة، وقضية عالمية تعني دولاً ومصالح دولية متشابكة، ولم تعد مسألة تقتصر على طريقة لإبداء الدعم لغزة، كما يقول قادة الحوثيين في صنعاء، فإقفال باب المندب وهذا ليس أمراً طبيعياً بعد عقود من التقاء عديد من الدول على محاربة القرصنة والتمسك بإبقاء الممرات الدولية آمنة.
خطر جديد
حذر تقرير خطير نشره موقع منتدى الخليج الدولي، من أن الكابلات البحرية الحيوية، قد تكون هدفا جديدا لهجمات الحوثيين المقبلة في البحر الأحمر؛ مما يشير إلى تهديد متطور يمكن أن يعطل الاتصالات والاقتصاد العالميين بشكل خطير.
وقال التقرير: "يمكن أن تكون شبكة كابلات الاتصالات الحيوية تحت الماء هدفًا سهلاً مثاليًا لهجوم جماعة الحوثي القادم، ويجب أن يثير هذا الاحتمال قلق جميع الدول التي تعتمد على هذه البنية التحتية الحيوية، القريبة والبعيدة على حد سواء".
ارتكاب جرائم
يقول وضاح بن عطية المحلل السياسي اليمني: إن الاستفزازات المتكررة لميليشيا الحوثي في البحر الأحمر، وتكرار حوادث استهداف السفن التي تعبر من هذه المياه في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم تشكل خطرا أكبر من موجات خطف الطائرات التي شهدتها فترة السبعينيات والثمانينيات ورد فعل العالم عليها.
وأضاف في تصريح: التراخي الظاهر في مواجهة الحوثي قد يبدو للبعض أنه شكل من أشكال التخادم بين رعاة الحوثة في إيران والقوى العظمى، لكن عندما يصل الأمر إلى مس عصب التجارة الدولية فإن الأمور سوف تتجه إلى منحى آخر، وستنتهي معه فترة السماح للحوثي ومرحلة المراهقة الميليشياوية، بعد أن وضع الحوثة مؤيديهم والمدافعين عنهم في الغرب والذين منعوا هزيمتهم في أكثر من معركة، ولعل أهمها طردهم من الحديدة ومينائها في موقف المواجهة بعد تهديد مصالحهم.
ولفت أن لا تستهدف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر السفن المتوجهة إلى إسرائيل كما يبررها مرتكبوها، فقد تحولت هجماتهم وقرصنتهم أزمة تهدد بإغلاق شريان تجاري عالمي وهو إغلاق مضيق باب المندب هدف رئيسي لإيران وذراعهم الحوثيين، خاصة أنه في إطار حربهم على الجنوب وبعد تمكنهم من وقف تصدير النفط من محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين وتهديد حياة موظفي الشركات العاملة فيها اتجهوا إلى استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.