سيناريوهات إنقاذ السودان من أكبر أزماته الإنسانية.. هل يمكن للعالم التدخل؟

تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

سيناريوهات إنقاذ السودان من أكبر أزماته الإنسانية.. هل يمكن للعالم التدخل؟
صورة أرشيفية

أزمة اللاجئين هي إحدى النتائج السلبية للنزاع الداخلي المسلح، والاشتباكات المستمرة بين الفصائل السودانية لها تداعيات وخيمة ليس فقط على شعب السودان، ولكن أيضًا على الدول التي تستقبل اللاجئين الفارين من العنف.

وأفادت صحيفة "آرب نيوز" الدولية، بأن المواطنين في البلدان المتضررة من الحرب يميلون إلى الهرب من أوطانهم، ليس فقط بسبب العنف والدمار، ولكن أيضًا بسبب نقص الضروريات الأساسية التي تخلقها الحرب، ويتفاقم الوضع عندما تعاني البلاد بالفعل من تخلف البنية التحتية، وسوء نظام الرعاية الصحية وندرة المياه والقضايا البيئية.

وضع إنساني صعب

وأوضحت الصحيفة أن الصراع في السودان جعل الوضع الإنساني أسوأ بكثير؛ ما أدى إلى نقص الغذاء والماء والوقود، وارتفاع التضخم وزيادة قياسية وغير مبررة في الأسعار، فضلاً عن محدودية الكهرباء، كما قُتل آلاف الأشخاص وأُجبر كثيرون آخرون على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان والمأوى، سواء في أجزاء أخرى من السودان أو في البلدان المجاورة. 

ووفقًا لتقارير دولية تتبع النزوح الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة في 20 يونيو، نزح قرابة 2.5 مليون شخص داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع في 15 أبريل، بالإضافة إلى النازحين داخليًا، عبر أكثر من 520 ألف شخص إلى البلدان المجاورة حتى 18 يونيو/ حزيران، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتابعت الصحيفة الدولية: إنه مع استمرار الصراع، تزداد أزمة اللاجئين سوءًا؛ ما يؤثر على العديد من البلدان الأخرى على وجه الخصوص، حيث يشترك السودان في حدوده مع سبع دول - ليبيا ومصر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.

تتمثل إحدى القضايا الرئيسية في أن البلدان التي تستقبل اللاجئين السودانيين ليست مستعدة بشكل كامل لمثل هذا التدفق وهي تكافح بالفعل مع تحدياتها الخاصة.

السيناريو الأفضل

وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الوجهة الأساسية للاجئين من السودان هي مصر، حيث وصل أكثر من 170 ألف لاجئ إلى مصر حتى الآن ومن المتوقع وصول مئات الآلاف غيرهم خلال الأشهر المقبلة، وتُعدّ مصر هي الوجهة الأفضل والأكثر أمنًا وسهولة بالنسبة للسودانيين.

وتابعت: إن مصر والسودان تتمتعان بعلاقات عميقة وإن الجمعيات الخيرية والمتطوعين المحليين في مصر يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة اللاجئين القادمين من السودان، ومع ذلك لا يمكن لمصر تحمل هذا الكم من اللاجئين، خصوصًا أن بها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين والفلسطينيين واليمنيين والليبيين.

وأضافت: أن مصر قد تكون الخيار الأفضل للاجئين العرب، خصوصًا وأن مصر لا تتعامل مع اللاجئين معاملة الأجانب وإنما يتلقون نفس المزايا التي يحصل عليها المصريون، ولكن في حال كانت مصر الحل الأمثل للاجئين العرب، يتعين على المجتمع الدولي دعم الاقتصاد المصري المتضرر من اللاجئين السوريين بالفعل.

مناطق آمنة

وأوضحت الوكالة الفرنسية، أنه يمكن أيضًا إنشاء مناطق آمنة للمدنيين في السودان، حتى يتمكن المواطنون من النزوح إليها، بدلاً من المخاطرة بالسفر عبر الحدود، أو تنمية مخيمات اللاجئين في دول الجوار الأخرى وعلى رأسها تشاد.

وتابعت: إنه من المهم الاعتراف بأن السلام والاستقرار والأمن أمور حيوية وضرورية من أجل العودة المستدامة للاجئين السودانيين. 

وأضافت: أن معظم اللاجئين السودانيين في تشاد يقيمون في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، ولكن مستوى الفقر والأزمات في تشاد ينذر بالخطر؛ ما يجعل الوضع أسوأ بكثير. 

كما أوضحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: "حوالي 6 بالمائة فقط من السكان يحصلون على الكهرباء، و8 بالمائة فقط لديهم خدمات الصرف الصحي الأساسية ومتوسط العمر المتوقع هو 53 سنة فقط. تتم حوالي ثلاثة أرباع جميع الولادات دون حضور أخصائي صحي ماهر".

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن اللاجئين يمكن أن يكون لهم تأثير كبير ليس فقط على اقتصاد الدولة المضيفة، ولكن أيضًا على المناظر الطبيعية الاجتماعية والسياسية وحتى البيئية، ويميل المضيفون إلى مواجهة المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية إذا لم يكونوا مستعدين للوضع.

طرق مساعدة دولية

وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن هناك طريقتين مختلفتين يمكن للمجتمع الدولي اتباعهما لمساعدة اللاجئين السودانيين وبلدان المقصد.

وتابع التقرير: إنه يتعين على المجتمع الدولي زيادة محاولاته لمساعدة البلدان المضيفة التي تفتقر إلى الموارد حتى تتمكن من تقديم الخدمات الاجتماعية المطلوبة للاجئين، وإذا كان لدى البلدان المضيفة القدرة على تغطية احتياجات اللاجئين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع كما هو الحال في مصر، فإن هذا الاستثمار الأولي يمكن أن يكون له فوائد عديدة لهم على المدى الطويل.

وأضاف التقرير: أن النهج الأكثر فاعلية على المدى الطويل هو الاستمرار في استخدام الدبلوماسية والحوار للتوصل إلى حل بين الفصائل المتحاربة في السودان، ما يسهل العودة الآمنة للاجئين الراغبين في العودة إلى وطنهم، ومن المهم الاعتراف بأن السلام والاستقرار والأمن أمور حيوية وضرورية من أجل العودة المستدامة للاجئين السودانيين.