ذكرت وكالة "بلومبرج" الأميركية، أنه تم جمع مبلغ قياسي من سندات الطاقة الخضراء هذا العام من قبل المصدرين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قبل مؤتمر عالمي كبير للمناخ COP28 المقرر أن يبدأ في وقت لاحق من الأسبوع المقبل في دبي. 
 
إصدارات قياسية 

وتابعت الوكالة الأميركية أن الإصدارات في دول الخليج وصلت إلى 14.6 مليار دولار منذ بداية العام حتى الآن، وجاءت الأغلبية من المقترضين في الإمارات العربية المتحدة، وهو جزء كبير آخر من المبلغ هو سندات متعددة الشرائح بقيمة 5.5 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي في فبراير. 

وأضافت أن القفزة في المبيعات تأتي في الوقت الذي تعمل فيه دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد إلى حد كبير على النفط على تحسين أوراق اعتمادها الخضراء قبل قمة المناخ  COP28، التي تبدأ في نهاية نوفمبر، حيث إن المبلغ الذي تم جمعه هو أكثر من ضعف ما تم بيعه في المنطقة في عام 2022، ما يعكس رغبة الإمارات القوية في التحول نحو الطاقة الخضراء والتخلي عن الوقود الأحفوري. 
 
التحوُّل في الطاقة 

وقال خالد درويش، رئيس أسواق رأس المال في بنك HSBC الشرق الأوسط المحدود: "مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، قام الكثير من المصدرين بتسريع أو إطلاق أطر التمويل البيئية والاجتماعية والحوكمة، نظراً لزيادة التركيز في المنطقة على أجندة تحول الطاقة".  

وأضافت الوكالة الأميركية أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي أول دولة في مجلس التعاون الخليجي تعلن عن هدفها للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، وتهدف إلى إنتاج 30٪ من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية بحلول عام 2030. 

وأشارت إلى أن المعاملات الخضراء الأخيرة التي قام بها المصدرون الخليجيون لقيت استقبالاً جيداً، على سبيل المثال، تمت تغطية الصكوك الخضراء التي أصدرها مصرف أبوظبي الإسلامي ش.م.ع بقيمة 500 مليون دولار 5.2 مرة. ولا يقتصر شراء هذه الصفقات على المستثمرين الإقليميين فحسب، إذ تم شراء 43% من السندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار التي أصدرها بنك الإمارات دبي الوطني ش.م.ع. في أوائل أكتوبر من قبل مستثمرين بريطانيين وأوروبيين. 

وأوضحت الوكالة أنه خلال الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، "لا تزال السندات المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة تشهد طلبًا قويًا في سوق الدولار مع صفقات تجاوزت الاكتتاب فيها 2-3 مرات، مما أدى إلى أسعار أكثر جاذبية"، وفقًا لما ذكره كريستوفر راتي، كبير محللي الائتمان البيئي والاجتماعي والحوكمة في "بلومبرج".