صراع طالبان وداعش يهدد أفغانستان بحلقات جديدة من العنف

تتصارع طالبان مع تنظيم داعش مما تسبب في أزمات بأفغانستان

صراع طالبان وداعش يهدد أفغانستان بحلقات جديدة من العنف
صورة أرشيفية

أصبح صعود تنظيم داعش تهديداً إضافياً يواجه أفغانستان في ظل اشتعال الصراع بين التنظيم وحركة طالبان المسيطرة على البلاد في الوقت الراهن.

ويرى المتابعون أن تنظيم "داعش" الذي يتصاعد نفوذه في أفغانستان أصبح التهديد الأقوى أمام بقاء نظام جماعة «طالبان» في العاصمة الأفغانية كابول.

كما يرى خبراء إقليميون أن "داعش" أثبت قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف مدنية وعسكرية داخل أفغانستان، وقد يكون هذا هو العامل الأكبر الذي يتسبب في زعزعة استقرار نظام طالبان، خلال السنوات المقبلة، وهو ما يلقي بظلال الشك على تقديرات القوى الإقليمية، التي ظلَّت تدعم نظام "طالبان" حتى هذه اللحظة.

وتشير التقارير إلى أن نظام طالبان لا يواجه أي تهديد سياسي أو عسكري داخل كابول من جانب الجماعات المنافسة، مثل التحالف الشمالي الأفغاني السابق، بقيادة نجل زعيم الحرب الطاجيكي الراحل أحمد شاه مسعود، وإنما أصبح "داعش" الذي عمل من تحت السطح هو التهديد الفعلي.

وبحسب التقارير الغربية، فقد أصبحت الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم "داعش" ضد أهداف مدنية وعسكرية أن تزعزع استقرار الحكومة الأفغانية بقيادة طالبان، مؤكدة أن ما يزيد مشكلات نظام طالبان هو أنه لا يملك القدرة على إدارة مؤسسات الدولة الحديثة بما يخدم أمن الدولة والمجتمع.

وعندما أعلنت طالبان عزمها على مطاردة "داعش" خارج أفغانستان، أصبحت بذلك القوة المفضَّلَة لدى القوى الإقليمية، بما في ذلك روسيا والصين وإيران وباكستان، لذا جاء قرار اجتماع استخبارات هذه الدول بالموافقة على تزويد نظام طالبان الأفغاني بكل المعلومات الاستخباراتية والتقنية الممكنة على نحو فوري.

ويتمتع "داعش" بقوة لافتة في شرق وشمال أفغانستان، وهما المنطقتان القريبتان من الحدود مع دول آسيا الوسطى، التي لا تزال روسيا تعتبرها جزءاً من نطاقها الأمني.

وارتفع عدد أعضاء التنظيم بين عامي 2014 و2016 إلى الآلاف، لكنه تعرض لخسائر متتالية على مدار العامين الماضيين بسبب العمليات العسكرية الأمريكية والحكومية الأفغانية، خصوصا في ولايتَيْ كونر وننجرهار الشرقيتين. 

واستنادًا لخبراء غربيين، يقول تقرير: إن "داعش" يضم نحو 2200 مقاتل، إلا أن مساره العامّ شابه انشقاقات بين القادة والجنود، بجانب خسارة التنظيم بعض الأراضي التي كان يسيطر عليها، وكذلك تشرذم الحلفاء في ساحات المعارك.

وأعرب الخبراء الغربيين عن مخاوفهم من أن مقاتلي داعش المتبقين يمكن استغلالهم من قِبل وكالات الاستخبارات الإقليمية لإلحاق الضرر بالدول المنافسة لها.

ويشهد الوقت الحالي خلافا بين "داعش" و"طالبان" في أفغانستان، حيث يبقى أن "داعش خراسان" ما زال على علاقة ودية مع جماعة "طالبان" الباكستانية.

 وفي الوقت الذي اقتربت فيه "طالبان" الأفغانية من إيران خلال السنوات الأخيرة، تقاربت  "طالبان" الباكستانية مع "داعش"، وتشاركوا العداء تجاه المجتمع الشيعي المحلي.

- تقرير الأمم المتحدة

ووفقاً لتقرير أصدرته الأمم المتحدة في إبريل (نيسان) 2021، فقد كان العمل العسكري الذي نفَّذته قوات أمنية أمريكية وأفغانية عام 2018 سببا في خفض القوة الفعلية لـداعش إلى 1500 - 2000 مقاتل.

بينما جاء الهجوم الوحشي على مدرسة للبنات في كابول يوم 8 مايو (أيار) 2021، وأسفر عن مقتل أكثر عن 80 شخصاً (معظمهم من الأطفال)، ليؤكد أن داعش خراسان ربما عاود الصعود خلال السنوات الثلاث الماضية، حسبما ذكر التقرير الصادر عن الأمم المتحدة.