بعد مفاوضات شاقة وأزمات اللحظات الأخيرة.. هدنة غزة تدخل حيز التنفيذ قريبًا
بعد مفاوضات شاقة وأزمات اللحظات الأخيرة.. هدنة غزة تدخل حيز التنفيذ قريبًا
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يشمل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع. يأتي هذا الاتفاق بعد يومين من الجدل، مما أبرز هشاشة الصفقة التي طال انتظارها، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
تفاصيل الاتفاق
وأكد نتنياهو أن مجلس الأمن الإسرائيلي سيعقد اجتماعًا اليوم الجمعة للمصادقة على الاتفاق، على أن يجتمع مجلس الوزراء لاحقًا للتوقيع عليه، من المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم الإثنين المقبل، وفقًا لمصدر مطلع.
وجاء الاتفاق بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت عامًا كاملًا، قادها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أصرّ على إتمام الصفقة قبل تنصيبه.
وقال ترامب في مقابلة إذاعية: "يجب أن يتم هذا الاتفاق قبل أن أحلف اليمين. نحن توصلنا لاتفاق ووقعنا وثائق، لكنه يجب أن ينفذ".
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء قطر أن الطرفين، إسرائيل وحماس، قبلا وقف إطلاق النار، مما دفع الأطراف للتهنئة والإشادة بالجهود المبذولة.
أزمات اللحظات الأخيرة
وأضافت الصحيفة أنه رغم الترحيب الدولي، أثار نتنياهو أمس الخميس شكوكًا حول الاتفاق باتهامه حماس بالتراجع عن بعض بنوده خلال المفاوضات في الدوحة.
من جانبه، أكد مسؤول كبير في حماس، عزت الرشق، التزام الحركة بالاتفاق، بينما وصف مسؤول آخر تصريحات نتنياهو بأنها "لا أساس لها".
كما أبدى مسؤولون في الإدارة الأمريكية ثقة بأن الاتفاق سيمضي قدمًا رغم الخلافات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: "نحن على دراية بالقضايا التي طرحت ونعمل على حلها بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية وشركاء آخرين".
وتشمل الصفقة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأشارت تقارير إلى أن حماس طالبت بإطلاق سراح ستة قياديين بارزين، بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، رغم أن الاتفاق المبدئي كان يؤجل مناقشة هذا الملف إلى مراحل لاحقة.
وعلى الأرض، لم تؤدِ المحادثات إلى تهدئة فورية، حيث واصلت إسرائيل شن غاراتها على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 81 شخصًا خلال 24 ساعة وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية، بينما قالت إسرائيل إنها استهدفت منشآت ومقاتلين تابعين لحماس والجهاد الإسلامي.
ازمات إسرائيلي
ويُواجه الاتفاق معارضة داخل إسرائيل، خاصة من السياسيين اليمينيين المتشددين مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين هددوا بالانسحاب من الحكومة في حال توقيع الاتفاق.
وشهدت تل أبيب احتجاجات من مجموعات يمينية متطرفة، رفعت شعارات مثل "نعم للنصر، لا للاستسلام"، فيما يعكس الانقسام الداخلي حول الصفقة.
وأكدتوالصحيفة، أنه إذا نُفذ الاتفاق بالكامل، فقد يُمثل بداية النهاية لأحد أكثر الفصول دموية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حيث أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني ومئات الجنود الإسرائيليين، إلى جانب تدمير واسع في قطاع غزة.