الأوضاع تتفاقم في إثيوبيا.. تنديدات دولية بسبب جرائم آبي أحمد .. باحثة: الحكومة تتحمل كل ما يحدث
تتفاقم الأوضاع في إثيوبيا وسط جرائم يرتكبها آبي أحمد
تسود العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حال من القلق والاضطرابات المستمرة، في ظل الأحداث المتتالية في إثيوبيا والعمل بقانون الطوارئ الذي فرضته الحكومة في 2 نوفمبر الحالي، بعدما أعلنت جبهة تحرير "تيغراي" تقدمها نحو العاصمة، عقب استيلائها على عدد من المدن الإستراتيجية شمال البلاد، وفيما تحذر أوساط دولية وإقليمية من حدوث حرب أهلية.
تنديد حقوقي
ونددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشليه أمس بوحشية قصوى، تطغى على النزاع في إقليم "تيغراي" خلال عرضها نتائج تحقيق أجري مع الإثيوبيين وخلص إلى احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية ارتكبها كل الأطراف.
وأكدت باشليه في جنيف أن خطورة الانتهاكات التي رصدناها تؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها مهما كان المعسكر الذي ينتمون إليه، وأجرى التحقيق بشكل مشترك بين مكتب باشليه والمفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان التي أسستها الحكومة الإثيوبية، وشمل النزاع الذي تشهده البلاد منذ سنة.
وأفاد التقرير: "ثمة أسباب معقولة تدفع للاعتقاد بأن كل أطراف النزاع في منطقة تيغراي ارتكبوا، بدرجات متفاوتة انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وقانون اللاجئين الدولي، قد يشكل بعضها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لكن الفريق واجه عراقيل ولم يتمكن من القيام بكل زياراته المرتقبة إلى بعض مناطق تيغراي كما جاء في بيان المفوضية السامية.
وندد التقرير مستندا إلى شهادات، بهجمات عشوائية ضد المدنيين وإعدامات خارج إطار القضاء وأعمال تعذيب وخطف وتوقيفات عشوائية أو حتى أعمال عنف جنسية ونهب.
التورطات في إثيوبيا
في سياق آخر، أعلنت مجموعة من اثنية أورومو، حليفة جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الموالية للحكومة في شمال إثيوبيا، أمس لوكالة فرانس برس أن الاستيلاء على أديس أبابا «مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع.
وأعلنت جبهة تحرير تيغراي سيطرتها على مدينتين إستراتيجيتين، ديسي وكومبولشا، على بُعد 400 كيلومتر شمال أديس أبابا بدون استبعاد الزحف إلى العاصمة.
وقال الناطق باسم جيش تحرير أورومو، أودا طربي إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فستكون حينئذ مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع».
ووصف الناطق باسم جبهة تحرير تيغراي جيتاشو رضا هذه الإجراءات بأنها تفويض مطلق لسجن أو قتل عناصر جبهة تيغراي.
وكتب على تويتر: فيما أصبح النظام على وشك الانهيار، يطلق آبي أحمد ومساعدوه أجواء رعب وانتقام".
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الفيدرالية أن القوات الجوية الإثيوبية التي نفذت غارات جوية منتظمة على تيغراي في الأسابيع الماضية، استهدفت مركز تدريب عسكريًا لمجموعة جبهة تحرير شعب تيغراي في أدي بوراي شمالاً.
تحرك دولي
وفي ظل الضغوط الدولية، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس أنه ألغى امتيازات تجارية ممنوحة لإثيوبيا بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في حملتها العسكرية في إقليم تيغراي.
وحذرت الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى إثيوبيا بسبب خطر تصاعد النزاعات المسلحة".
كما جدد الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدعوة إلى وقف فوري للمعارك وإلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ الأرواح من دون عوائق، وإقامة حوار وطني يشمل كل الأطراف لحل هذه الأزمة وإيجاد أسس للسلام والاستقرار في كل أنحاء البلاد.
وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن «قلقه» إزاء إعلان حالة الطوارئ، مشددا على أن هذا الأمر سيدفع بالبلاد أكثر فأكثر نحو الحرب الأهلية.
وقالت وكيلة الأمين العامّ للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو: إن الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي بلغ مستويات "كارثية".
وأضافت ديكارلو لمجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن "خطر انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية متنامية حقيقي تماما".
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن جيفري فيلتمان المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي أعرب خلال زيارته لإثيوبيا عن قلق واشنطن البالغ من تفاقم القتال.
ومنذ منتصف الشهر الماضي، بدأ الجيش بشن غارات جوية منتظمة من وقت لآخر استهدفت مراكز تدريب ومواقع تصنيع أسلحة لـ"جبهة تحرير تيغراي ، قالت: إنها كانت تستخدم مخابئ غير قانونية للأسلحة الثقيلة والخفيفة.
والخميس الماضي، وافق البرلمان الإثيوبي، على فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر، والتي أعلنها مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي عقب التطورات التي تشهدها البلاد في الحرب الدائرة ضد جبهة تحرير تيغراي في إقليمي أمهرة وعفار.
انتهاكات إثيوبيا
فيما أكدت أسماء الحسيني، الباحثة المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن الأوضاع في إثيوبيا حرجة للغاية نتيجة لحالة الاقتتال والانتهاكات المستمرة من طرف الحكومة الإثيوبية، مؤكدة أن تقدم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وتحالفها مع قوات تحرير أورومو بالإضافة إلى عقد تحالف آخر لإسقاط نظام آبي أحمد، اقترب بشدة نتيجة للتقدم الذي تحققه إقليم تيغراي
وأضافت الباحثة المتخصصة في الشؤون الإفريقية للعرب مباشر، أن هناك انهيارا للجيش الإثيوبي نتيجة المعارك في الأشهر السابقة، ولذا اعتمدت الحكومة الفيدرالية على التعبئة فقط، لافتا أن الحكومة الإثيوبية مسؤولة عن كل ما يحدث من انتهاكات وأزمات في إثيوبيا.