بضغوط قطرية.. ما السر وراء زيارة وزير خارجية طالبان إلى باكستان؟
تستميت قطر في الدفاع عن حركة طالبان الإرهابية
تحاول قطر الزج بحليفتها الإرهابية طالبان، بكل السبل، وفرضها على المجتمع الدولي، وإكسابها الصبغة الشرعية، لضمان ذراع جديدة بالقارة الآسيوية، لذلك تسعى لتوطيد العلاقات بين طالبان وباكستان.
زيارة "طالبان" لباكستان
ويجري حاليا القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني الذي عينته حركة طالبان، زيارة إلى باكستان، لبحث العلاقات التجارية وغيرها من الروابط مع سعي طالبان.
وتهدف تلك الزيارة لنيل الاعتراف الدولي ورفع التجميد عن أصولها بما يحول دون وقوع البلاد في براثن أزمة اقتصادية.
تعليق باكستاني
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية بأن القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي سيرأس وفدا إلى إسلام أباد "لبحث العلاقات الباكستانية الأفغانية مع تركيز خاص على تعزيز التجارة وتسهيل التنقل عبر الحدود والروابط البرية والجوية والتواصل بين الشعبين والاتصال الإقليمي".
ويأتي ذلك في محاولة من طالبان لنيل اعتراف باكستان رسميا بإدارة طالبان بعدما استولت على الحكم في أغسطس الماضي، حيث إن لها روابط قديمة مع الحركة، بينما ترفض إسلام أباد رسميا اتهامات حكام أفغانستان القدامى وحلفائهم الغربيين بأنها دعمت الإسلاميين خلال الحرب التي استمرت 20 عاما.
وأضافت أن زيارة هذا الأسبوع تأتي متابعة لأخرى قام بها وزير الخارجية الشهر الماضي لكابول، والتي ركزت على تسهيل حركة التجارة بين البلدين وغيرها من القضايا.
أزمة بين أفغانستان وباكستان
ويأتي ذلك بعد أن علقت شركة الخطوط الجوية الدولية، الناقل الوطني لباكستان، الشهر الماضي، عملياتها من كابول بعد أن اتهمت مسؤولي طالبان بالتدخل، واشتكى التجار من إغلاق بعض المعابر على حدود البلدين المشتركة بشكل منتظم، مما يعطل تدفقات البضائع.
وعلى الرغم من الأزمات الضخمة بين طالبان وباكستان، إلا أن باكستان حثت الحكومات للسماح بتدفق مساعدات التنمية على أفغانستان وإلغاء تجميد مليارات الدولارات من أصول البنك المركزي الأفغاني للحيلولة دون الانهيار الاقتصادي لجارتها.
ضغط قطري
وكشفت مصادر أن تلك الزيارة بعد ضغوط قطرية مارستها على باكستان من خلال استغلال علاقتها وأموالها لفرض تلك العلاقات، من أجل إكساب طالبان صبغة شرعية بالعالم.
وأضافت المصادر أن الدوحة دشنت علاقات واتفاقيات اقتصادية مع باكستان خلال الفترة السابقة، لأجل تلك الخطة وذلك الغرض وهو الأقارب مع أفغانستان، حتى تتمكن من إنجاح ذاتها على الساحة الدولية.
وتابعت أن قطر تحاول بكل السبل منح الشرعية الدولية لحكومة أفغانستان من خلال دعم العلاقات مع دول آسيا، وعلى رأسهم باكستان التي كانت تربطها علاقات معها.
علاقات خاصة
وقالت دراسة أجراها معهد واشنطن للدراسات السياسية، إنه بعد السيطرة على كابول، أعلنت حركة "طالبان" أنها تسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع جيرانها – بما فيها الصين والهند وروسيا وباكستان والدول الخليجية، لكن يبدو أن باكستان وقطر اللتين تحافظان على علاقاتهما مع "طالبان"، هما الفائزتان الأكبر على صعيد هذا التوازن المتغيّر وسيكون للقوة التي تختارها دول المنطقة الأخرى للتوسط دور في رسم معالم سياساتها تجاه أفغانستان خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت الدراسة أن قطر وباكستان بنتا نوعًا خاصًا من العلاقات مع الحركة؛ حيث استضافت قطر مكتب حركة "طالبان" السياسي لمدة ثمانية أعوام، في حين من المعروف أن "خدمات الاستخبارات العسكرية الداخلية" الباكستانية هي المؤسس الرئيسي للحركة. ويُعتبر نفوذ باكستان في أفغانستان وفي أوساط "طالبان" إلى حدّ كبير مسألة دعم أمني-استخباراتي، بينما يتركز نفوذ قطر على الوساطة والأهمية التي تترافق معها بنظر القوى العالمية والمنظمات الدولية.
من جهة أخرى، فإن باكستان معروفة بعدم قدرتها على السيطرة على الجماعات المتطرفة، وتعرضت للانتقادات بسبب فشلها في محاولة تغيير سلوك "طالبان" واحتضان الحركة بعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان.
وفي حال رغبت "طالبان" بحصولها على شرعية دولية واعتراف بها من قبل المجتمع الدولي سيتعين عليها اللجوء إلى النفوذ الدبلوماسي القطري وقوى الوساطة في الساحة الدولية، ولا بدّ من الاعتراف بحكومة "طالبان" الجديدة من قبل المجتمع الدولي؛ فهي لا ترغب بعزلها كما حصل بين 1996 و2011. فضلًا عن ذلك، تحتاج "طالبان" بإلحاح إلى استثمارات قطر، وكانت الولايات المتحدة قد جمّدت أصولًا بنحو 9.5 مليار دولار في مصرف أفغانستان المركزي.
وبالتالي، ونظرًا إلى نفوذ باكستان الواسع النطاق في أفغانستان، ربما يكون قد تمّ تجاهل إسلام أباد في بداية الانخراط العالمي في أفغانستان، ولكن من المرجح أن تتكشف أهميتها السياسية والجيوسياسية تدريجيًا، وفي خضم ذلك، قد يدرك المجتمع الدولي أنه من دون مشاركة باكستان في هذا الموضوع، لن تستمر السياسات في أفغانستان، وإذ تمّ اختيارها بسبب حيادها، لا تتمتع قطر بنفوذ فعلي كبير على "طالبان"، مما أدّى إلى توجيه بعض الانتقادات إلى الدوحة لعجزها عن ضمان شروط محادثات السلام التي أجريت في 29 فبراير 2020. فاستنادًا إلى محادثات السلام المنهارة حاليًا، لم تكن "طالبان" ستستولي على أفغانستان بالقوة وكانت الحركة مرغمة على الدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية.
وعلى نحو مماثل، يتعارض موقف قطر المحايد مع نفوذ باكستان الفعلي على "طالبان"، فالأسس الأيديولوجية للحركة تشكلت في مدارس كويته وبيشاور الدينية الباكستانية، وتربط بين الجهتين علاقات ثقافية واثنية ودينية، وكذلك، لباكستان تأثير مباشر وعميق على بعض قادة "طالبان" ومقاتليها.