تبدأ من القاهرة.. هل تنجح مهمة بلينكن في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
تبدأ من القاهرة مهمة بلينكن في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
في ظل تصاعد التوترات بالشرق الأوسط، يعود أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، ليبدأ مهمته الدبلوماسية الثامنة، محملاً بمسؤولية تعزيز الجهود الدولية نحو تحقيق هدنة دائمة، يأتي هذا في أعقاب عملية عسكرية معقدة أدت إلى إنقاذ أربعة رهائن إسرائيليين من قطاع غزة، وهي العملية التي أسفرت عن خسائر فادحة بين المدنيين الفلسطينيين، مما يضع اتفاق وقف إطلاق النار المقترح على حافة الانهيار.
*زيارة مصر*
تشمل جولة بلينكن زيارات لعدة دول رئيسية في المنطقة، بدءًا بمصر، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ثم يتوجه إلى إسرائيل والأردن وقطر. وتكتسب هذه الزيارات أهمية بالغة في ظل السعي لتعزيز الدعم الدولي لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار.
ووفق بيان للرئاسة المصرية، "استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وزير الخارجية الأمريكي والوفد المرافق له، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة".
وأوضح البيان، أن "اللقاء شهد استعراض آخر تطورات الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، حيث تم الاتفاق على تكثيف هذه الجهود خلال المرحلة الحالية".
كما شهد اللقاء "مناقشة الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وقد حرص الرئيس المصري في هذا الصدد على التشديد على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدماً في إنفاذ حل الدولتين".
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي "تقدير الإدارة الأمريكية للجهود المصرية المستمرة على المسارين السياسي والإنساني، وحرصها على الاستمرار في العمل والتنسيق المشترك بين الدولتين لاستعادة الأمن والسلم بالإقليم".
وبحسب البيان، فإن "اللقاء شهد كذلك تأكيد الجانبين متانة الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وحرص البلدين على استمرار التنسيق المشترك في مختلف الموضوعات والقضايا".
مراقبون أكدوا أن وزير الخارجية الأمريكي خلال محادثاته مع القادة الإقليميين، سيؤكد على الحاجة الملحة لإقناع حماس بالموافقة على خطة وقف إطلاق النار المتدرجة، التي تشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن وتعليق الأعمال العدائية مؤقتًا، تمهيدًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. ومع ذلك، تظل العقبات قائمة، إذ لم تستجب حماس بشكل قاطع للمقترح الذي تلقته قبل عشرة أيام.
*تحديًا مستمرًا*
في إسرائيل، يواجه بلينكن تحديًا آخر، حيث يعبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تحفظاته تجاه الاتفاق المقترح، مشيرًا إلى أن الشروط المعلنة لا تعكس الواقع، ويصر على استمرار العمليات العسكرية حتى القضاء التام على حماس.
وعلى الرغم من الزيارات الشهرية التي يقوم بها بلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب، لا يزال الصراع يشتعل، مخلفًا أكثر من 36700 قتيل فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وقد أثرت الحرب بشكل كبير على تدفق الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الظروف الإنسانية القاسية التي يواجهها الفلسطينيون.
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز دورها كوسيط رئيسي في عملية السلام بالشرق الأوسط، وتسعى من خلالها لتخفيف حدة التوترات والبحث عن حلول دبلوماسية مستدامة للأزمات المستمرة في المنطقة، محاولةً بذلك إحلال السلام والاستقرار في منطقة تعصف بها النزاعات.
*دلالات زيارة بلينكن إلى القاهرة*
أعرب الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، عن رؤيته بشأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة.
وأكد أن لهذه الزيارة أهمية كبيرة، حيث تعكس الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأوضح أن مصر تمتلك الإمكانات اللازمة للضغط على الأطراف المتصارعة بهدف الوصول إلى حلول توافقية تساعد في وقف التصعيد.
وأشار الدكتور فارس إلى أن زيارة بلينكن تأتي في إطار دعم الولايات المتحدة لجهود مصر في المنطقة، ومساندة المقترح الأمريكي الذي طرحه الرئيس بايدن، والذي يتعارض مع توجهات الحكومة الإسرائيلية التي تفضل تنفيذ الجزء الأول من الخطة فقط دون الالتزام بباقي المراحل.
*جهود تحقيق السلام ووقف إطلاق النار*
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية ، أن تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من المقترح الأمريكي سيكون له دور كبير في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع في المنطقة بشكل عام.
وأكد أن تخفيف التوتر في غزة سيساهم في استقرار الأوضاع على جميع الجبهات المتوترة، بما في ذلك جنوب لبنان وشمال إسرائيل وسوريا والعراق، وحتى على المستوى الدولي.
وأوضح الدكتور فارس، أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الولايات المتحدة ومصر، نظراً للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من أجل تطوير رؤية مشتركة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.