الإمارات ومسار السلام: دور استراتيجي في مجموعة بريكس
الإمارات ومسار السلام دور استراتيجي في مجموعة بريكس
في عالم يشهد تحولات متسارعة وتحديات متزايدة، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة فاعلة ومحورية في تشكيل ملامح مستقبل السلام والتنمية العالمية، من خلال مشاركتها الفعّالة في مجموعة بريكس، إذ تؤكد الإمارات على أهمية العمل الجماعي والتعاون الدولي لمواجهة التحديات الراهنة وصناعة غدٍ أفضل للبشرية جمعاء.
*جهود بلا هوادة*
تتواصل الجهود الدبلوماسية الإماراتية بلا هوادة، متجسدة في حراك دؤوب يمتد على شتى الأصعدة، وينطلق من رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة، في هذا الإطار، شهدت مدينة نيجني نوفغورود الروسية فعاليات اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة "بريكس"، الذي ظهرت فيه دولة الإمارات بمشاركة فاعلة ومساهمة بنّاءة.
في قلب هذا الحدث الدولي، وقف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، مجددًا الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة تسريع وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، في رسالة تعكس التزام الإمارات بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية.
تأتي مشاركة الإمارات في اجتماع "بريكس" لعام 2024 كتأكيد على إيمانها بأهمية العمل العالمي المنسق والتعاون المتعدد الأطراف، كركائز أساسية للتغلب على التحديات الراهنة وتحقيق مستقبل مزدهر للجميع. وقد أعرب الشيخ عبدالله بن زايد عن امتنانه لروسيا الاتحادية على حسن الاستضافة والتنظيم، مثمنًا الجهود المبذولة للارتقاء بمجموعة "بريكس" وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
*الإمارات تجدد دعوتها*
في كلمته، عبّر الشيخ عبدالله بن زايد عن فخره بتمثيل دولة الإمارات في "بريكس" للمرة الأولى، مشيرًا أن انضمام الإمارات يمثل محطة مهمة في مسيرة المجموعة ويعزز العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء.
وأكد أن مشاركة الإمارات تعكس استراتيجيتها القائمة على بناء جسور التعاون الاقتصادي والارتقاء فوق الاختلافات والتحديات.
وأشار إلى أن الإمارات، بنهجها المنفتح، قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، من خلال شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية، تعمل جنبًا إلى جنب مع شركائها في "بريكس" لتحقيق الرخاء والازدهار ومواجهة التحديات العالمية غير المسبوقة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد على التزام الإمارات بالقانون الدولي والمبادئ الدولية، مجددًا دعوتها لوقف إطلاق النار في غزة وتسريع وصول المساعدات الإنسانية، ومشددًا على أهمية الجهود العالمية لتحقيق الإصلاحات المنشودة وتعزيز مشاركة الدول النامية في المؤسسات الدولية والاقتصادية.
واختتم كلمته بالتأكيد على دعم الإمارات واستعدادها للتعاون مع شركائها في "بريكس" لتطوير المجموعة والنهوض بدورها ومساهماتها على جميع المستويات.
*التحديات العالمية*
تستمر دولة الإمارات في ترسيخ دورها كلاعب أساسي في الساحة الدولية، وذلك من خلال مشاركتها النشطة في مجموعة بريكس.
تعكس هذه المشاركة التزام الإمارات بتعزيز الحوار البنّاء والتعاون الدولي، وتجسد رؤيتها الثاقبة لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية المستدامة.
في هذا السياق، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على ضرورة تسريع الإصلاحات في منظومة العمل الدولي وتعزيز مشاركة الدول النامية في المؤسسات الدولية والاقتصادية.
تتطلع الإمارات إلى تعزيز تكاملها الاقتصادي مع دول مجموعة بريكس، وتسعى للخروج بمبادرات استراتيجية في مجالات السياحة، الطاقة، الصناعة، النقل، والتعليم. كما تؤكد على دورها الرئيسي في مواجهة مخاطر تغير المناخ، وتقديم نموذج ناجح للعمل المناخي العالمي.
تعكس استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف للمناخ COP28 ومخرجاته، بما في ذلك "اتفاق الإمارات"، التزامها بالتعاون الدولي والجهود المشتركة لحماية البيئة وتحقيق انتقال عادل ومنطقي في مجال الطاقة.
وفي ختام كلمته، جدد الشيخ عبدالله بن زايد التأكيد على دعم الإمارات الكامل لمجموعة بريكس، معربًا عن استعدادها للتعاون الوثيق مع الدول الأعضاء لتطوير المجموعة وتعزيز مساهماتها في مختلف المجالات.