ملفات شائكة يحملها محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي الجديد، خلال زيارته المرتقبة، الثلاثاء، إلى طهران، ويتوجب على السوداني أن يسير على حبل مشدود لتفادي تفجير المشهد الداخلي المنقسم أصلا أو الظهور بمظهر التابع، فيما تتعرض بلاده لقصف من إيران، ويواجه السوداني، الذي يعتزم زيارة العاصمة الإيرانية طهران في ثالثة محطاته الخارجية بعد الأردن والكويت منذ تسلمه منصبه الشهر الماضي، تحديات داخلية وخارجية عديدة ترتبط أهمها بإيران وتدخلها في الشأن العراقي.

ملفات شائكة

أبرز التحديات في الداخل تتمثل في محاربة الفساد والوقوف بوجه الجماعات المسلحة المقربة من طهران، فضلاً عن تحديات خارجية تتمثل في استمرار القصف الإيراني على مناطق بشمال العراق، يقول عائد الهلالي المحلل السياسي العراقي: إن محمد شياع السوداني لديه طرق لترسيخ استقلال بلاده عن جارتيها إيران وتركيا، لكن هذه الطرق مؤلمة وخطيرة ومعقدة.

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": هذا على الرغم من حقيقة أن السوداني انتخب بعد شهور من الجمود السياسي في العراق وحظي بموافقة مجموعات عراقية مدعومة من إيران، ويضيف الهلالي، أن حكومة السوداني العراقية ورثت كل تراكمات وفشل المراحل السابقة، مضيفًا، عندما نتحدث عن ملفات العلاقات ما بين العراق وجواره الإقليمي يجب أن نذهب إلى ما قبل ٢٠٠٣ لا بل إلى بداية تأسيس الدولة العراقية في عام ١٩٢٠ فالمشكلة بدأت منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم ولم تحل، وبالتالي نتيجة عدم الوصول إلى حل قادت العراق للدخول بحروب مباشرة كما حصل مع دولة إيران والشقيقة الكويت وما ترتب عليها من تصعيد في المواقف.

وأضاف المحلل السياسي العراقي: أن العلاقات مع تركيا كانت ولا تزال ليست بأفضل حال بسبب العديد من الملفات منها حزب العمال الكردستاني المتمركز في شمال العراق والذي يسبب صداعا  مستمرا للدولة التركية، كذلك موضوع المياه الذي لم يحل إلى الآن من خلال تعمد تركيا الإخلال بحصة العراق في المياه.

تحجيم النفوذ الإيراني

في السياق ذاته، يرى مصدر مطلع، أن أهمية الزيارات التي يقوم بها السوداني اليوم في جولته، والتي بدأت من الأردن ولن تكون إيران آخر هذه الدول لإدراكه قوة ونفوذ إيران في العراق وضرورة السيطرة على ذلك النفوذ، خاصة مع التجاوزات الإيرانية والقصف العنيف للأراضي العراقية في الأيام الأخيرة بداعي تواجد عناصر من أحزاب المعارضة الإيرانية والتي وضعت حكومة السوداني في حرج شديد بعد أن كشف مصدر دبلوماسي إيراني كبير أن إيران وخلال الفترات المنصرمة قد بعثت بأكثر من برقية للحكومة العراقية تعلمها بما يثبت من أن هذه العناصر تهدد الأمن القومي الإيراني.