الخداع القطري.. كيف استعانت الدوحة بـ ألتراس زائف لتحسين شكل الملاعب

استعانت الدوحة بـ ألتراس زائف لتحسين شكل الملاعب

الخداع القطري.. كيف استعانت الدوحة بـ ألتراس زائف لتحسين شكل الملاعب
صورة أرشيفية

في منتصف الشوط الثاني من مباراة قطر ضد السنغال في نهائيات كأس العالم، توقف قرع الطبول عندما رفع رجل يرتدي قبعة دلو ونظارة شمسية وطلب الهدوء، وقبل لحظات، كان قسم من الحشد يرتدون قمصانًا كستنائية متطابقة مع كلمة "قطر" باللغتين الإنجليزية والعربية - يهتفون في انسجام تام في اتجاه أربعة معجبين من القادة، لكن بحر الرجال الآن فهم ما كان متوقعًا، واتبعوا الأمر وسقطوا في صمت غريب حيث دارت ضجيج المباراة من حولهم داخل استاد الثمامة، ثم تم عمل إشارة وانفجر الحشد مرة أخرى؛ ما أثار الشكوك حول هوية هؤلاء المشجعين.

أزمة التشجيع

المثير للجدل هو وجود بعض هؤلاء المشجعين ممن يرسمون وشومًا على أذرعهم وهو أمر غير مباح في قطر، وهو ما يكشف أن هؤلاء المشجعين مأجورون، حيث تم وضع الخطة في بداية عام 2022، وكانت كأس العالم على وشك الظهور أخيرًا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أضافت أن قطر كانت محاصرة بالانتقادات منذ فوزها بحقوق استضافة كأس العالم بسبب التصويت الفاسد الذي أفضى إلى ذلك، بسبب معاملتها للعمال المهاجرين، حول قدرة الدولة الصغيرة على استضافة وإيواء أكثر من مليون زائر ولكن في الخلفية كان هناك أيضًا انتقاد شائع آخر أن البلاد ليس لديها ثقافة كرة القدم، فلم تتأهل قطر إلى كأس العالم من قبل، على الرغم من أن دوري نجوم قطر هو واحد من أغنى الدوريات في المنطقة، حيث يحتوي على أحدث الملاعب المكيفة، لكن الجماهير في فرق مثل السد والريان غالبًا ما تكون بالمئات وليس بالآلاف وتساءل المنظمون، من كان سيملأ الملاعب عندما تلعب قطر؟ من الذي سيوفر الموسيقى التصويرية، وكان الجواب هو الاستفادة من ثقافة الألتراس الخصبة بالفعل في المنطقة واستيرادها.


وتابعت: إن هذه الثقافة نفسها ليست مناسبة على الأرجح للواقع التجاري لكأس العالم في قطر، ففرق المشجعين الكبرى موجودة فقط في أوروبا وأميركا ودول شمال إفريقيا وتحديدًا مصر وتونس والمغرب والجزائر، أما قطر فلا تمتلك هذه القاعدة الجماهيرية القوية، لذلك لجأت لحلول بديلة.

ألتراس زائف

في السياق ذاته، أكدت الصحيفة الأميركية، أن السلطات القطرية وتحديدًا في شهر أبريل الماضي استقرت على العاصمة اللبنانية بيروت لجلب آلاف الشباب والطلاب للعمل كمشجعين للمنتخب القطري وإعادة خلق الأجواء التي يمكن أن توفرها مجموعة ألتراس، حيث يُظهر الفيديو مئات المشجعين وهم يهتفون ويعرضون لافتات ويطلقون الألعاب النارية، وتم نقل «الكابو» - وهو المصطلح المستخدم لوصف المشجع الذي يقود الهتافات - من مجموعة الألتراس الرئيسية في نادي جلطة سراي التركي لإعطاء التوجيه، وتم اختيار جلطة سراي أيضًا عن قصد، لأن لديها واحدة من أكثر المشاهد احتراما في العالم، لكن اللبنانيين قالوا إنهم لا يحتاجون إلى توجيه.

وقال مشجع لبناني: "استعانت السلطات القطرية بنا من أجل إشعال الحماس في الملعب، ولكننا فوجئنا بأنهم يستعينوا بقادة أتراك لتدريبنا على التشجيع وهو أمر لم يلقَ إعجاب الجميع، ولكن الصفقة في النهاية كانت مغرية، حيث عرضت علينا السلطات القطرية رحلات طيران مجانية للمونديال وإقامة في الفنادق وتذاكر للمبارايات وطعام وراتب متواضع بعض الشيء، وبالفعل وصلنا إلى قطر في شهر أكتوبر الماضي للتمرن على التشجيع وممارسة الهتافات المكتوبة".

وتابع: "جلبت قطر 1500 لبناني من أجل التشجيع بالإضافة إلى جنسيات أخرى من شمال إفريقيا ودول الشام"، وهو ما أكده عبدالله عزيز الخلف، مدير موارد بشرية يبلغ من العمر 27 عامًا قطري الجنسية، وهو يقف في الردهة يشاهد الألتراس: "الشعب القطري لا يدعم حقًا فريق مثل هذا، لأننا في قطر لا نذهب إلى المباراة كثيرًا، بالتأكيد هؤلاء ليسوا قطريين".