تصعيد جديد.. الولايات المتحدة تستعد لتشديد العقوبات وخنق الاقتصاد الروسي بالتعاون مع أوروبا
تصعيد جديد.. الولايات المتحدة تستعد لتشديد العقوبات وخنق الاقتصاد الروسي بالتعاون مع أوروبا

في تصريحات بارزة حملت رسائل سياسية واقتصادية قوية، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أن الولايات المتحدة منفتحة على شراكة أوسع مع الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات على الدول التي تستمر في شراء النفط الروسي، في محاولة لما وصفه بإسقاط الاقتصاد الروسي وإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حسبما كشفت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
ضغوط متزايدة على موسكو
قال بيسنت -خلال مقابلة مع شبكة إن بي سي-: إن بلاده مستعدة لزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا، لكنه شدد على أن نجاح هذه الاستراتيجية يتطلب التزامًا كاملًا من الشركاء الأوروبيين.
وأوضح، أن الصراع الحالي يمثل سباقًا بين قدرة الجيش الأوكراني على الصمود وبين قدرة الاقتصاد الروسي على التحمل، مشيرًا أن فرض عقوبات إضافية ورسوم ثانوية على الدول المستوردة للنفط الروسي من شأنه أن يعجل بانهيار الاقتصاد الروسي.
تصعيد أمريكي ضد الهند
وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد فرضت الشهر الماضي رسومًا جمركية بنسبة 50% على الواردات الهندية، وهي من أعلى الرسوم في تاريخ العلاقات التجارية الأمريكية، بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي رغم الحرب الدائرة.
دعم أوكراني للفكرة
وفي السياق نفسه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن دعمه الكامل لفكرة فرض رسوم على الدول التي تواصل التعامل مع موسكو، معتبرًا ذلك خطوة صحيحة.
وأضاف -في مقابلة مع قناة إيه بي سي الأمريكية-، أن بعض الدول الأوروبية ما زالت تشتري النفط والغاز الروسيين، وهو أمر غير عادل من وجهة نظره، مشيدًا بانتقادات ترامب الصريحة لتلك الممارسات.
الهجمات الروسية تتصاعد
تأتي هذه التطورات في وقت شنت فيه روسيا أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإضرام النيران في مبنى حكومي في العاصمة كييف.
لقاءات ترامب مع بوتين وزيلينسكي
وكان ترامب قد التقى الشهر الماضي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في أول اجتماع مباشر بينهما خلال ولايته الثانية.
وبعد أيام قليلة، استضاف في البيت الأبيض زيلينسكي وعددًا من القادة الأوروبيين لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب، إلا أن المفاوضات تعثرت منذ ذلك الحين، بينما واصلت روسيا قصفها الجوي المكثف.
تشاؤم في واشنطن
ونقلت تقارير صحفية، أن ترامب بدأ يظهر تشاؤمًا متزايدًا إزاء فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من أنه واصل الضغط على الأوروبيين للانضمام إلى الجهود الأمريكية في ممارسة ضغوط مباشرة على الصين بسبب دعمها المستمر لروسيا.
إلى جانب ملف الحرب، تناول بيسنت أيضًا الجدل الدائر حول الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، مؤكدًا ثقته في أن المحكمة العليا ستلغي قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية الذي اعتبر أن ترامب أساء استخدام سلطاته بفرض رسوم واسعة تحت ذريعة صلاحيات الطوارئ.
وأشار بيسنت إلى أن الإدارة لديها بدائل أخرى للاستمرار في فرض الرسوم إذا جاء الحكم مخالفًا، لكنه اعترف بأن ذلك قد يضعف موقف ترامب التفاوضي.
وفي حال أصدرت المحكمة العليا حكمًا ضد الإدارة، فسيتعين على وزارة الخزانة رد نصف الإيرادات المتحصلة من الرسوم، وهو ما وصفه بيسنت بأنه سيكون ضارًا للغاية بالخزانة الأمريكية.