محلل شئون إيرانية: طهران تستخدم غزة ولبنان كأدوات لخدمة أجندتها التوسعية
محلل شئون إيرانية: طهران تستخدم غزة ولبنان كأدوات لخدمة أجندتها التوسعية
تواجه إيران اتهامات متزايدة بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط من خلال دعمها للجماعات المسلحة في غزة ولبنان؛ ما أدى إلى إدخال هذه المناطق في دوامة من الصراعات والحروب التي لا تنتهي، وسط انتقادات لدورها في تأجيج الأزمات بدلاً من إيجاد حلول سلمية.
غزة.. رهينة المصالح الإيرانية
منذ سنوات، تقدم إيران دعمًا عسكريًا وماليًا لفصائل فلسطينية مسلحة، وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي، حيث يتم استخدام هذا الدعم لتعزيز قدراتها العسكرية، لكن في المقابل، تسبب هذا في جرّ القطاع إلى حروب مدمرة مع إسرائيل، آخرها الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى، ودمار هائل في البنية التحتية.
ويرى محللون، أن طهران تستغل القضية الفلسطينية كأداة لتحقيق أجندتها الإقليمية، حيث تدفع غزة إلى المواجهة دون أن تقدم دعماً حقيقياً لإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع منذ سنوات.
لبنان.. الهيمنة الإيرانية عبر حزب الله
أما في لبنان، فقد أصبح حزب الله الذراع الإيرانية الأكثر نفوذاً في البلاد، حيث يفرض أجندته السياسية والعسكرية بما يخدم مصالح طهران؛ ما أدى إلى عزلة لبنان دولياً، وتفاقم أزمته الاقتصادية والسياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، أدت سياسات الحزب إلى إضعاف الدولة اللبنانية، وتعطيل مؤسساتها، وإغراق البلاد في أزمات متتالية، فيما تستمر المواجهات مع إسرائيل جنوباً، وسط مخاوف من أن تتحول البلاد إلى ساحة حرب جديدة تخدم الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
أكد المحلل في الشؤون الإيرانية محمد الديهي، أن طهران تتبع استراتيجية طويلة الأمد في الشرق الأوسط، تقوم على توسيع نفوذها عبر دعم الفصائل المسلحة في غزة ولبنان؛ مما أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة وإدخالها في صراعات مستمرة تخدم المصالح الإيرانية فقط.
وأوضح الديهي -في تصريح خاص للعرب مباشر-، أن إيران تتعامل مع القضية الفلسطينية كورقة ضغط في صراعاتها الإقليمية والدولية، حيث تقدم الدعم لحركة حماس والجهاد الإسلامي ليس بهدف تحرير فلسطين، وإنما لإبقاء المنطقة في حالة توتر دائم يمكن استخدامها عند الحاجة لتحقيق مكاسب سياسية أو تفاوضية مع الغرب.
وأضاف: أن طهران تفعل الأمر ذاته في لبنان عبر حزب الله، الذي أصبح عمليًا كيانًا موازياً للدولة اللبنانية، يقرر سياساتها الخارجية ويدفعها إلى مواجهات عسكرية مع إسرائيل دون اعتبار لمصالح الشعب اللبناني.
وحذر الديهي من أن إيران تسعى إلى خلق "محور أزمات" دائم في المنطقة، حيث تستخدم دعمها العسكري والمالي لوكلائها في غزة ولبنان كأدوات لتعزيز نفوذها، دون تقديم أي حلول حقيقية لتحسين أوضاع الشعوب التي تدّعي الدفاع عنها.
واختتم الديهي حديثه بالتأكيد على أن التحركات الإيرانية تشكل خطراً متزايداً على الأمن الإقليمي، داعيًا المجتمع الدولي إلى فرض مزيد من الضغوط لكبح جماح التمدد الإيراني الذي يهدد استقرار المنطقة بالكامل.