اتفاق المنامة.. مفاوضات جديدة بشأن إنهاء الحرب في السودان أغسطس المقبل

اتفاق المنامة.. مفاوضات جديدة بشأن إنهاء الحرب في السودان أغسطس المقبل

اتفاق المنامة.. مفاوضات جديدة بشأن إنهاء الحرب في السودان أغسطس المقبل
الحرب السودانية

على بعد ما يقرب من عام ونصف يبدأ الطرفان المتنازعان في السودان ببحث آلية التواصل نحو مباحثات سلام عبر محطة المنامة التي يعطي الجميع على المزيد من الأمال لوقف العنف في السودان الذي بدأ في منتصف إبريل 2023 بعدما دخل الجيش السوداني بقيادة البرهان في حربٍ مع قوات الدعم السريع بقيادة حمدتي.

ولإنهاء الحرب التي ضاعفت من أزمات الشعب السوداني وجعلت الشعب يعاني بشدة من تداعيات بدورها أثرت على ملايين الأشخاص في البلاد، أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان من خلال محادثات سلام تنطلق منتصف أغسطس القادم، بعد أشهر من المفاوضات خلف الكواليس.

عودة المفاوضات في المنامة من جديد

وقد عاد الحديث في السودان بقوة عن مخرجات الاتفاق الذي وقعه في يناير بالأحرف الأولى شمس الدين كباشي وعبدالرحيم دقلو نائبا قائدي الجيش والدعم السريع، في وقت كشفت فيه مجلة فورين بوليسي الأميركية عن جولة مفاوضات جديدة رفيعة المستوى بين طرفي القتال برعاية المملكة العربية السعودية وامريكا وسويسرا.

وتجرى المفاوضات في سويسرا والمملكة العربية السعودية ويشارك فيها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولين من البلدان التي عملت على تسهيل مفاوضات المنامة، وفقًا لما أكده محمد مختار مستشار الدعم السريع في مقطع فيديو على منصة إكس، فإن مخرجات اتفاق المنامة تضمنت 21 بندًا تم الاتفاق عليها بالفعل، وكان من المفترض الانتقال بعدها لاتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار.

شروط الاتفاق

وأشار مختار إلى أن الاتفاق تضمن بناء جيش مهني قومي يعبر عن التنوع السوداني على مستوياته كافة، ويتم تأسيسه بمبدأ التوزيع العادل للفرص ومن دون انتماء سياسي، إضافة إلى تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 وإعادة القبض على أنصار النظام السابق المتهمين الفارين من السجون بعد الحرب، واستبعاد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له، وواجهاتها عن المرحلة الانتقالية واعتماد العدالة الانتقالية كمبدأ يتضمن المحاسبة والحقيقة والمصالحة، وجبر الضرر، والإصلاحات المؤسسية.

ووصف الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السابق ورئيس الجبهة الثورية المبادئ التي تم التوصل اليها في المنامة بأنها: مبادئ جيدة يمكن أن تأسس لحل في حال التزام الأطراف الموقعة عليها بها.

وتضمن الاتفاق أيضًا إقامة حوار وطني شامل، يشارك فيه كل الفاعلين السياسيين، باستثناء المؤتمر الوطني وواجهاته بحيث يفضي لإطار للحكم يضمن اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعتمد مبدأ المواطنة المتساوية.

ويقول الباحث السياسي السوداني طاهر المعتصم، إن المجتمع السوداني يعول بشكل واضح على المجتمع العالمي من أجل المبادرات وفي مقدمتها المبادرة التي انعقدت في القاهرة في مطلع الشهر الحالي، وساهمت في ملف التفاوض بشكلاً عام حيث شهدت حضور سياسي كبير من عدد من الفرق على السودانيين، إضافة إلى ال التحركات الأمريكية المبعوث الأمريكي، والتنسيق الذي يتم على أعلى مستوى.

وأشار المعتصم - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن التسريبات التي تحدثت عن مبادرة أمريكية حول انطلاق مفاوضات في منتصف أغسطس الحالي، في محاولة لدفعت جهود الدولية والإقليمية، وبالاعتماد على دول الجوار، وفي مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية، لمحاولة إنهاء الحرب في السودان، ستكون إيجابية وأبرز السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة أن يصطف الجميع إلا من أبى، خاصة وأن البلاد في موقف لا يسمح بالفرار من المركب ثانياً.

بينما يرى الباحث السياسي محمد إلياس، إن إنهاء الحرب هو دافع يقوم عبر وقف إطلاق النار الدائم وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن المدن ونشر قوات لحراسة المؤسسات الإستراتيجية، إضافة إلى معالجة الأزمة الانسانية والبدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي، وفقا لما تضمنته المبادرة الأفريقية في مايو 2023، والتي كانت شرارة لحل النزاع الحالي.

وأضاف الياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن النظام السابق هو من سعي للفرقة والحرب، وكذلك بقايا الاخوان في البلاد والآن الوضع غير جيد في ظل محاولاتهم لعرقلة مسار الاتفاق، وهناك ملايين من المواطنين مشردين والجوع يقتلهم ولذلك لابد من وقف الحرب.