مخاوف من تصعيد اقليمي جديد.. ماذا يحدث بين العراق واميركا
مخاوف من تصعيد اقليمي جديد
على الرغم من إن منطقة الشرق الأوسط أصبحت اليوم أكثر هدوءا مما كانت عليه خلال العقدين الماضيين، عقب ثورات شعبية ضربت بلدان الربيع العربي وإنهاء الازمة سريعاً بالتخلي عن أنظمة حاكمة جاءت عقب الثورات، إلا ان العام الحالي شهد أزمات جديدة وعلى رأسها أزمة ما يحدث في قطاع غزة وتصعيد على جميع المستويات في البلدان العربية.
أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من رد إسرائيلي قد غير الكثير من قناعات الولايات المتحدة الأميركية، التي عادت للعب دور محوري في منطقة الشرق الأوسط من اجل الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة وبشكل خاص في العراق، بينما تحاول الولايات المتحدة التركيز نحو منافسة الصين وروسيا، جاءت منطقة الشرق الأوسط لتعلن الاستنفار ضد الولايات المتحدة نظراً لدعمها إسرائيل في حربها بقطاع غزة.
مناوشات اميركا والعراق
ومع تطورات الأحداث يخشى مسؤولو الأمن القومي الأميركي من ظهور صراع إقليمي مع إيران بسبب “سوء تقدير” للإدارة الأميركية، لاسيما مع تصاعد هجمات الفصائل العراقية المدعومة من ايران على المواقع والمراكز الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط.
وهو ما استدعى البيت الأبيض لدراسة الرد على هجمات الطائرات المسيرة على قواعدها العسكرية، في ظل اعتقاد كل من إيران والولايات المتحدة، بأن الآخر لا يريد معركة أكبر.
تحذير عراقي من "تصعيد إقليمي"
مخاوف أثيرت عقب حرب قطاع غزة بشأن تصعيد إقليمي جديد، حيث حذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني السبت واشنطن مرة أخرى من أي "اعتداء" داخل حدود بلاده، عقب قصف الولايات المتحدة مرتين مقاتلين في فصائل عراقية موالية لإيران، ردا على هجمات شنتها تلك المجموعات على القوات الأميركية وقوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" في العراق وفي سوريا المجاورة.
وتوقفت هذه الهجمات خلال فترة الهدنة الأسبوع الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، التي انتهت الجمعة وعادت الحرب من جديد لتفتح أفاق التصعيد مرة أخرى في العراق.
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصاله مع بلينكن "موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية، وجدد السوداني في الوقت نفسه "التزام الحكومة العراقية بحماية مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق".
ويقول الباحث السياسي العراقي عباس الجبوري، إن ما يحدث في العراق من مناوشات لن يتم تصعيده في ظل عدم اقبال أميركا او ايران على دخول حرب جديدة في ظل الاتفاق الأخير الذى تم بين الطرفين برعاية قطرية، ولكن ما يحدث حالياً هو استعراض قوة لأميركا وتهديدات بالوكالة لصالح إيران وهو ما نشهده في اليمن ايضاً عبر استخدام إيران لميليشيا الحوثي.
وأضاف الجبوري في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن العراق يريد العودة إلى ما قبل 2003 بالسيطرة على أراضيها وهذا حق العراق على الرغم من تواجد قوات أميركية إلا انها أراضٍ عراقية، وما قام به السوداني ليس تهديداً للولايات المتحدة بل هو بشكل عام توضيح للأمور، في ظل رفض عربي لتواجد أميركا في المنطقة.