أسوشيتد برس: إسرائيل تواجه الغضب الدولي والأميركي بعد استهداف المناطق الآمنة في غزة
تواجه إسرائيل الغضب الدولي والأميركي بعد استهداف المناطق الآمنة في غزة
استهدفت إسرائيل أهدافا في جنوب قطاع غزة المزدحم منذ مساء أمس السبت وأمرت بإخلاء المزيد من الأحياء المخصصة للهجمات ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى في حين حثتها الولايات المتحدة وآخرون على بذل المزيد لحماية المدنيين بعد يوم من انهيار الهدنة.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، فقد بدا احتمال تحقيق المزيد من وقف إطلاق النار في غزة قاتما، حيث استدعت إسرائيل مفاوضيها، وقال نائب زعيم حماس إن أي تبادل آخر للرهائن المحتجزين في غزة للفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل لن يحدث إلا كجزء من إنهاء الحرب.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه مساء السبت: "سنواصل الحرب حتى نحقق جميع أهدافها، ومن المستحيل تحقيق هذه الأهداف دون العملية البرية".
مجزرة في غزة
وأوضحت الوكالة الأميركية أن ما لا يقل عن 200 فلسطيني قتلوا بعد استئناف القتال صباح الجمعة بعد الهدنة التي استمرت أسبوعًا مع حركة حماس الحاكمة في القطاع، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وتعرضت عدة مبان سكنية متعددة الطوابق للقصف يوم السبت، مما أدى إلى غمر الأحياء بسحب ضخمة من الدخان.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن الجيش أسقط أيضا منشورات تأمر بإخلاء المناطق التي تشكل حوالي ربع قطاع غزة والتي يقطنها مئات الآلاف من السكان، وقبل استئناف القتال، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من ضرورة تجنب حدوث نزوح جماعي جديد كبير.
وبشكل منفصل، قالت الوزارة إن إجمالي عدد القتلى في غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تجاوز 15200 شخص، وهي قفزة حادة عن الإحصاء السابق الذي بلغ أكثر من 13300 في 20 نوفمبر، مشيرة إلى أن 70% من القتلى نساء وأطفال، وقالت إن أكثر من 40 ألف شخص أصيبوا منذ بدء الحرب.
مخاوف أميركية
وقالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، للصحفيين خلال مؤتمر المناخ COP28 في دبي: "بصراحة، حجم معاناة المدنيين والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة مدمرة، لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين الأبرياء".
وأوضحت الوكالة الأميركية أن نداءات الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، جاءت من أجل حماية المدنيين بعد هجوم في الأسابيع الأولى من الحرب أدى إلى تدمير مناطق واسعة في شمال غزة، بينما يعيش الآن نحو مليوني فلسطيني، أي إجمالي سكان غزة تقريباً، محشورين في النصف الجنوبي من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 400 هدف لحماس في أنحاء غزة خلال اليوم الماضي، بما في ذلك أكثر من 50 هدفا في مدينة خان يونس والمناطق المحيطة بها في الجنوب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن القصف يوم السبت أدى إلى تدمير مجموعة من نحو 50 مبنى سكنيا في حي الشجاعية بمدينة غزة ومبنى من ستة طوابق في مخيم جباليا للاجئين على الطرف الشمالي للمدينة.
وقال المراقبون نقلا عن الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 60 شخصا قتلوا في غارات الشجاعية ودفن أكثر من 300 تحت الأنقاض، وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قائد كتيبة تابعة لحماس في المنطقة لكنه لم يذكر تفاصيل عن العملية.
وقال حمزة عبيد وأمل رضوان من سكان غزة، إن الغارة في جباليا خلفت عشرات القتلى والجرحى، حيث قال عبيد: “لقد تحول المبنى إلى كومة من الركام”.
وقال مراقبو الأمم المتحدة إن المبنى السكني أصيب بعد 90 دقيقة من قيام القوات بإسقاط منشورات تأمر السكان بالإخلاء، كما أصابت ضربة قوية مجموعة من المباني متعددة الطوابق في مدينة حمد، وهي مشروع سكني تموله قطر ويقع على مشارف خان يونس، اجتاح الدخان المجمع، ولم ترد أنباء فورية عن الضحايا.
غضب دولي
وأكدت الوكالة الأميركية أن القضف الإسرائيلي العنيف للمناطق المكتظة بالسكان أشعل الغضب الدولي مرة أخرى، ودفع الولايات المتحدة الأميركية لتغيير لهجتها بشأن الدعم المطلق لإسرائيل، حيث عبر الآلاف من سكان غزة وموظفي المجتمع المدني أن إسرائيل متناقضة بشأن المناطق الآمنة حيث يتم قصف كافة الأحياء بدون استثناء ويطلب من الجميع المغادرة.
خلال زيارة قام بها يوم السبت إلى إسرائيل ومدينة رام الله بالضفة الغربية، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إن مكتبه جاد في المضي قدما في التحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب على الجانبين.
وتابع: "يجب على كل ممثل أن لا يشك في أنه يجب عليه الالتزام بالقانون الآن، وإذا لم تمتثل للقانون الآن، فلا تشتكي لاحقًا".
ومع استئناف القتال، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة على الإنترنت تقسم غزة إلى مئات من قطع الأراضي المرقمة وطلب من السكان التعرف على عدد مواقعهم قبل تحذيرات الإخلاء.
وأدرج الجيش يوم السبت أكثر من عشرين قطعة أرض في محيط مدينة غزة وشرق خان يونس وفي سياق منفصل، أسقطت طائرات الاحتلال منشورات تتضمن أوامر إخلاء على بلدات شرق خان يونس وجباليا والأحياء الشرقية لمدينة غزة.
وقال أحد سكان خان يونس إن أحد الجيران تلقى مكالمة هاتفية من الجيش الإسرائيلي يحذر فيها من تعرض المنازل في المنطقة للقصف، وقال أحد السكان، حكمت القدرة: "قلنا لهم: ليس لدينا شيء هنا، لماذا تريدون ضربه، ولكنهم دمروا المنزل في غضون دقائق من المكالمة".
وتسببت الخرائط والمنشورات في حالة من الذعر والارتباك في الجنوب المزدحم، حيث لا يستطيع الناس الذهاب إلى شمال غزة أو تجاه مصر المجاورة بعد قصف الطريق إلى المعبر، ويُتركون للتنقل داخل منطقة تبلغ مساحتها 220 كيلومترًا مربعًا (85 ميلًا مربعًا).
وقال عماد حجر، الذي فر إلى خان يونس قبل شهر: "ليس هناك مكان نذهب إليه، لقد طردونا من الشمال، والآن يدفعوننا لمغادرة الجنوب".