الحكم بالإعدام في إيران.. شعار السلطة لإسكات أفواه المعارضين
تتخذ إيران الحكم بالإعدام شعارا لإسكات أفواه المعارضين
وصلت الثورة الإيرانية ضد نظام الملالي وحكم خامنئي لأعلى المستويات خلال الأشهر الست الأخيرة من اندلاعها، وذلك عقب مقتل مهسا أميني الفتاة الإيرانية الكردية البالغة من العمر 22، على يد شرطة الأخلاق بعد اعتقالها بثلاثة أيام.
كما يواصل نظام الملالي دهس المحتجين بالحكم عليهم بالإعدام، وذلك للمطالبة بالحرية والعيش والكرامة وإزالة القيود والقوانين الإلزامية.
الموت للديكتاتور
ووسط هتافات أهالي منطقة جنت آباد بالعاصمة طهران "الموت للديكتاتور"، احتشد المتقاعدون في مدن كرمانشاه وأصفهان والأهواز وشوشتر ورشت وكرمان وبندر عباس وشوش واحتجوا على معاشات التقاعد المنخفضة وخطط التأمين السيئة، وسعوا إلى إجراء تعديلات على أساس الأسعار المرتفعة والتضخم المتزايد.
وفي طهران، احتشد أفراد عائلات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام مرة أخرى اليوم خارج مبنى القضاء التابع للنظام، احتجاجًا على أحكام الإعدام وطالبوا بإجابات من مسؤولي النظام.
وأعلنت السلطات القضائية الإيرانية ثلاثة أحكام جديدة بالإعدام بحق متظاهرين تتهمهم بقتل عناصر من قوات الأمن، كما يتهم القضاء الإيراني صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي.
ويأتي ذلك بعد حملات التنديد الدولية الواسعة التي أعقبت تنفيذ الحكم بحق الشباب، وأكدت بلجيكا وهولندا والدنمارك أنها ستستدعي سفراء إيران على أراضيها للاحتجاج على هذه الإعدامات، في حين يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض مجموعة عقوبات جديدة على إيران.
وبحسب المنظمة فقد وجهت المحكمة إلى كل من نظام الدين حوت، ومنصور حوت، تهمة الإفساد في الأرض، وهي تهمة وفق قانون العقوبات الإيرانية تكون عقوبتها الإعدام.
حكم النظام الإيراني بالإعدام على سيدة كردية حامل، بتهمة إشعال النار في صورة الخميني، وهي تواجه الإعدام الوشيك، ودعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لإنقاذها.
وحتى الآن، صدر حكم بالإعدام على 4 مواطنين آخرين على الأقل اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة في سيستان وبلوشستان.
أخطاء إستراتيجية
ويقول أمير الموسوي المحلل السياسي الإيراني: إن العشرات من المتظاهرين في إيران يواجهون اتهامات ملفقة عقوبتها الإعدام.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": "كانت عمليات الإعدام الأخيرة هي الأولى المرتبطة بالاحتجاجات منذ ما يقرب من 6 أشهر"، مشيرا إلى أن "تقهقر" النفوذ الإيراني يعود إلى أخطاء إستراتيجية ارتكبها النظام، عندما سلم ناصية القرار إلى المتشددين الذين استبدلوا الشعارات العقيمة بالدبلوماسية "المحنكة".
تابع : "بالإضافة إلى التغاضي عن الحكمة في التعاطي مع إرادة الشعب الإيراني الذي يرهقه الفقر والحرمان والفساد والتلوث وقمع الحريات، وعجزوا عن فهم دينامية الدول الغربية بحيث اعتبروا أن الحاجة إلى النفط عمومًا والغاز خصوصًا، بعد "القطيعة" مع روسيا، ستجعل حكوماتها "تستسلم" للإرادة الإيرانيّة، سواء في مندرجات إحياء الاتفاق النووي، أو في الرغبة بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.