خبراء يكشفون آخر تطورات الأوضاع في السودان
كشف خبراء آخر تطورات الأوضاع في السودان
دخل السودان معارك بين طرفي المعادلة في البلاد، حيث تشهد السودان مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
السودان شهد مواجهات مسلحة حول مشروع الانتقال السياسي وتأسيس سلطة مدنية لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها السودان منذ عزل الرئيس السابق البشير.
تطورات الأزمة
والأزمة تطورت إلى مواجهات مباشرة في أماكن رئيسية داخل الخرطوم ومنها مطارات وقصور الرئاسة، حيث يتسابق طرفا الصراع في السيطرة على مقر القيادة العامة للجيش السوداني، وسعى كل طرف لبسط سيطرته على منطقة القيادة العامة نظرا لأنها تتمتع بأهمية عسكرية كبيرة.
في نفس الوقت أكد المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، أن طرفي الصراع لا يبديان أي استعداد لوساطة فورية من أجل السلام، وأعرب عن ترحيبه بالمبادرات الدولية للوساطة بين الجانبين.
مصر تؤكد دعمها لاستقرار السودان
وكان قد أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، مشيرا إلى أن القاهرة على اتصال دائم مع الفرقاء في السودان، من أجل وقف إطلاق النار، واستعداد مصر للوساطة لإنهاء الأزمة.
ورداً على ذلك قال يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع: إن القوات ليس لديها اعتراض على أي مبادرات لوقف العنف، ورحب عزت بأي دور تقوم به مصر لحل الأزمة.
عوامل الصراع في السودان
وكشف مركز "تريندز للبحوث والاستشارات" العوامل الأساسية التي أفضت إلى انفجارها في صورة اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش و"الدعم السريع" في أنحاء متفرقة من البلاد، وتوضيح المواقف الدولية والإقليمية إزاءها، ومحاولة رسم سيناريوهات تطور هذا الصراع واستشراف مستقبل الأزمة.
وأوضح التقرير أن السودان دخل في أزمة سياسية منذ 25 أكتوبر 2021، إثر قرارات قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان إنهاء الشراكة مع تحالف الحرية والتغيير الائتلاف الحاكم، وتجميد كل بنود الوثيقة الدستورية لعام 2019 ذات الصلة بالشراكة بين العسكريين والمدنيين، وإعلان حالة الطوارئ، ووضع وزراء ومسؤولين قيد الاحتجاز، بمن فيهم رئيس الوزراء وقتذاك عبد الله حمدوك.
وكان لهذه القرارات أثر مزدوج في المجتمع السوداني؛ فبعض القوى السياسية والشعبية أيدتها كونها تصحيحاً للمسار، والبعض الآخر نعتها بالانقلاب، وقام بتنظيم احتجاجات متواترة للمطالبة بإعادة السلطة.
الأوضاع تبارح وضعها الطبيعي
وأكد المحلل السياسي السوداني أسامة أبو بكر أن الأوضاع ما زالت تراوح وضعها الطبيعي بين الكر والفر من قوات البرهان وقوات حميدتي، والجديد في الأمر أن هناك عوامل دولية كثيرة جدا تدخلت في هذا الصراع منها اجتماع مجلس الأمن ورسالة الرئيس السيسي وكذلك جامعة الدول العربية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن على الأرض ما زالت القوتين يتقاتلان بشكل مركزي في قلب العاصمة وحول قيادة العامة للجيش السوداني والقصر الرئاسي وهي مناطق الصراع الرئيسية.
وتابع: إن مناطق الصراع الثانوية وأعمال حول مطار مروي وتبادل السيطرة بين القوتين وما يزيد الصراع هو وصول تحركات من الجيش السوداني في منطقة شرق السودان وتحركت نحو الخرطوم.
وأضاف: أن قوات الدعم السريع تتحرك من دارفور إلى الخرطوم وهو ما نتوقعه في خلال يومين أن يحتدم الصراع بشكل أكثر قوة، ونعتقد أن الطرفين في معركة لكسر العاصمة.
وقال المحلل السياسي والإعلامي السوداني محمد إلياس: الوضع الآن في الخرطوم أن هناك معاناة من انقطاع مياه الشرب والكهرباء والغاز وتوقف حركة البيع والشراء في الأسواق المختلفة للمواطنين الذين ظلوا في الأيام الماضية في بيوتهم ولا يجدون طريقة لشراء حاجاتهم.
وأضاف إلياس في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن انقطاع مياه الشرب بسبب تعطل عدد من شركات المياه التي تعرضت للقصف خلال الأيام الماضية، ولاية الخرطوم وأسواقها لا تعمل والمواطنون لا يجدون محطات وقود التي أغلقت بالكامل منذ ٤ أيام، والمعركة أثرت برمتها على الأوضاع السياسية والأمنية وحجم الضرر كبير للغاية.
وتابع: "ويمكن القول: إن الأزمة التي تضرب البلاد هي سياسية اقتصادية بعدما عانى المواطنون، والحرب الآن تحولت إلى حرب المدن والعصابات؛ وهو ما عطل حركة البيع والشراء".