ما هي أبرز سيناريوهات الانتخابات الأمريكية بعد انسحاب بايدن؟
ما هي أبرز سيناريوهات الانتخابات الأمريكية بعد انسحاب بايدن؟
عقب انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية 2024، باتت الولايات المتحدة على موعد من الإثارة، خاصة وأن السيناريوهات المقبلة قد تشهد أزمات كبرى في ظل استطلاعات رأي تفيد بفوز الرئيس السابق والمرشح دونالد ترامب بكرسي الرئاسة الأمريكي مع أسماء لا تقوى على مواجهة ترامب وحملته الانتخابية القوية.
وكان قد أبلغ بايدن كبار أعضاء حملته وفريق البيت الأبيض، أنه سينسحب من السباق الرئاسي قبل وقت قصير من نشر الرسالة، وفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض. وقال المسؤول، إن الرئيس كان يفكر في الأمر خلال اليومين الماضيين، وبشكل خاص عقب محاولة اغتيال ترامب.
المرشح البديل لبايدن
بانسحاب جو بايدن من السباق إلى البيت الأبيض أصبحت التذكرة الرئاسية متاحة للحزب الديموقراطي الذي سيسارع إلى إيجاد مرشح بديل، حيث يأتي خروج الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي بعد أسابيع من القلق بشأن قدرة الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا على التحمل وقدراته العقلية.
وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمرشحة الخوض الانتخابات الأمريكية المقبلة، إن الظرف الحالي والانتخابات المقبلة ليست عادية وأدعو الأمريكيين إلى التبرع لحملتي، لتكون هاريس هي المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الأمريكية وخليفة بايدن في الوقت الحالي.
وتأيد بايدن لهاريس سوف يحفز مندوبي الحزب للتصويت لصالحها في المؤتمر الحزبي الوطني الذي سينعقد في 19 أغسطس بشيكاغو، ما يعزز من حظوظها في الحصول على إجماع الحزب، وإظهاره بصورة موحدة بعد الانقسامات التي خيمت عليه إثر الجدل المحيط بتنحي بايدن.
خيار المؤتمر المفتوح
ودعا بعض الديموقراطيين لتحويل المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي المقرر الشهر المقبل إلى مؤتمر مفتوح أي أن يكون السباق مفتوحاً فيه أمام مرشحين متعددين للتنافس على الفوز بدعم مندوبي الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
لكن، في مواجهة هذه الدعوة عبر عدد آخر من القادة الديموقراطيين عن دعمهم لهاريس، ودعوا للوقوف خلفها ومنحها رسمياً بطاقة الترشيح الحزبية لمنصب رئيسة الولايات المتحدة.
وقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن هاريس ستحقق نتائج أفضل من جو بايدن ضد دونالد ترامب في ميشيغان وبنسلفانيا، وهما ولايتان يمكن أن تحسما الانتخابات، وتصنفان على أنهما "متأرجحتان"، وهي تسمية تطلق على الولايات التي قد تصوت للجمهوريين أو الديمقراطيين، عكس الأغلبية الساحقة من الولايات التي تكون محسومة سلفا لأحد الحزبين.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية طارق فهمي، إن بايدن هو أول رئيس يتخلى عن ترشيح حزبه لفترة جديدة منذ الرئيس ليندون جونسون في 1968، لكنه أول رئيس ينسحب من الانتخابات الرئاسية على بعد شهر واحد فقط من المؤتمر الوطني لحزبه، وعلى بعد أربعة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، وهو كان واضح بشدة في ظل ضغوطاً تمارس عليه من الساسة الديمقراطيين.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هاريس بدورها هي المرشح الأوفر حظاً ولكن هل ستقاوم أمام ترامب، في الغالب العالم الأن يتعامل مع ترامب وكإنه الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة ولكن ما يدعم هاريس هي أول امرأة أمريكية سوداء وآسيوية تترشح للبيت الأبيض في بلد انتخب رئيساً أسود واحدا، ولم ينتخب امرأة للرئاسة في تاريخه الديمقراطي الذي يتجاوز القرنين ولذلك قد نرى حركات كبرى تدعم هاريس.
ويقول المحلل السياسي مختار غباشي: إن دعوة التنحي التي قادها الديمقراطيين ضد بايدن واضحة وخاصة وإن "أعداء أميركا"، من قادة الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، شاهدوا بايدن وهو ضعيف متلعثم يفقد ترتيب أفكار حديثه وسط ظهور ملامح الشيخوخة عليه بصورة لا يمكن تجاهلها، وهو ما يضر بصورة أميركا ومصالحها.
وأضاف غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن منح بايدن أصوات مندوبيه إلى نائبته كامالا هاريس هو أفضل خيار، لأنه يختصر الوقت خصوصاً وأن هاريس موجودة أصلاً على اللائحة الانتخابية، وأن التصويت في الانتخابات التمهيدية لبايدن كان يعني بالضرورة تصويتاً لنائبته، وبالتالي لا يشكل خرقاً للعملية الديمقراطية.