الجيش الإسرائيلي في أزمة.. تجنيد أفارقة مقابل إقامة ومرتب شهري

الجيش الإسرائيلي في أزمة.. تجنيد أفارقة مقابل إقامة ومرتب شهري

الجيش الإسرائيلي في أزمة.. تجنيد أفارقة مقابل إقامة ومرتب شهري
تجنيد الأفارقة

أزمات كبرى ضربت الجيش الإسرائيلي، خاصة فيما يخص دعواتها نحو استقطاب أشخاصاً من إفريقيا نحو الانضمام للجيش الإسرائيلي لسد فجوة كبرى ضربت الجيش في مواجهة حرب قطاع غزة وتطورات الموقف في جنوب لبنان مع حزب الله.

في السنوات الأخيرة، برزت قضية تجنيد إسرائيل للأفارقة كجزء من استراتيجيتها لتوسيع قاعدتها العسكرية والدبلوماسية في القارة الإفريقية، وهذا الجهد يأتي في إطار سعي إسرائيل لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري على الساحة الدولية، خاصة في القارة الإفريقية، التي تشهد تنافسًا بين القوى الإقليمية والدولية الكبرى، يعتبر تجنيد إسرائيل للأفارقة جزءًا من حملة واسعة لتحسين علاقاتها مع دول إفريقية، ولعب دور في تدريب وتجنيد أفراد من تلك الدول في وحداتها العسكرية والاستخباراتية.

مقابل راتب وإقامة دائمة

وقد ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يجند عددًا من طالبي اللجوء الأفارقة للخدمة العسكرية في قطاع غزة، مقابل وعود بمنحهم إقامة دائمة في إسرائيل.

وقالت الصحيفة: إن "الجيش يحاول إغراء هؤلاء بمنحهم مرتبات مساوية لما يحصل عليه الجنود الإسرائيليون"، وأضافت، أن "المجندين الأفارقة في الجيش الإسرائيلي شاركوا بالفعل في عمليات ذائعة الصيت في قطاع غزة".

ووصل عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى أكثر من 621 بين ضابط وجندي، بينما بلغ عدد الإصابات أكثر من 3500 جريح حسب آخر الأرقام، وذلك منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

معاناة داخلية في الجيش الإسرائيلي

وقد قالت وكالة بلومبيرغ، إن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في الجنود، وإن قوات الاحتياط في هذا الجيش تعاني من الإرهاق في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وأضافت الوكالة الأميركية، في تقرير، أن نحو 350 ألفًا من المنخرطين في قوات الاحتياط تركوا وراءهم زوجاتهم وأطفالهم ووظائفهم ودراستهم، من أجل مساعدة الجيش في حملته العسكرية على غزة، أو في التصدي للصواريخ التي يطلقها حزب الله من لبنان.

كذلك يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط بعد أن أمضى الآلاف منهم أشهر عدة، في الخدمة تاركين أسرهم ووظائفهم، منذ بدء حرب إسرائيل على غزة، ما أثار موجة "استياء"، وسط تداعيات سلبية للحرب على قطاع الاقتصاد.

وشعار "صغير وذكي"، الذي كان يفاخر به الجيش الإسرائيلي ذات يوم، حيث تُفضل التكنولوجيا الفائقة على القوة البشرية، يبدو الآن "عفا عليه الزمن"، ونقلت الوكالة عن يوآف أدومي، الذي قضى نحو 6 أشهر في خدمة الاحتياط، وينتظره شهران آخران، قوله: "بات من الواضح أن هذا الشعار غير مستدام حقاً، وأن التغيير أصبح ضرورة"، مشيراً إلى أنه "لم يعد هناك من الأكتاف ما يكفي لحمل النقالات".

ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن الجيش الإسرائيلي قبل الحرب كان يعتمد على مبدأ حرب "قصيرة الآمد"، ولكن للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973 تدخل إسرائيل في حرب كبرى وطويلة الآمد، وهو ما استنزف القوات الإسرائيلية التي تدخل في حربٍ متعددة بداية من قطاع غزة مع حركة حماس، وحزب الله في جنوب لبنان، وهناك ضربات في اليمن أمام مليشيات الحوثي، وأمام المليشيات العراقية المدعومة من إيران.

وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن النقص في صفوف القوات الإسرائيلية أدى إلى توجيه التركيز إلى طائفة اليهود الأرثوذكس الحريديم، الذين يشكلون نحو 13% من السكان، ولا يشاركون في القتال إلى حد كبير، وبات الإعفاء الذي يتمتع به اليهود الأرثوذكس "مصدراً للتوترات الاجتماعية"، وهو ما استدعى تجنيد إسرائيل لعدد من الجنود من إفريقيا وعلى رأسهم إثيوبيا في ظل تعاون مشترك بين الدولتين.