في خطوة جديدة ضمن التقاليد الدستورية في الأردن، قبل الملك عبد الله الثاني، يوم الأحد، استقالة حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة وكلف جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة، تأتي هذه الخطوة بعد استحقاق الانتخابات البرلمانية، والتي شهدت انتخاب مجلس النواب العشرين في البلاد.

*استقالة حكومة الخصاونة*

قدم رئيس الوزراء بشر الخصاونة استقالة حكومته للعاهل الأردني، كما هي العادة في البلاد بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، في انتظار تكليف حكومة جديدة. وكان الخصاونة قد تولى رئاسة الحكومة في 12 أكتوبر 2020، وقادها خلال فترة حساسة مرت بها المملكة، حيث كانت تواجه تحديات اقتصادية وسياسية محلية وإقليمية.

وقال التلفزيون الرسمي الأردني: إن الاستقالة تأتي تمهيدًا لتشكيل حكومة جديدة، فيما أشار العاهل الأردني إلى أن الحكومة المستقيلة ستواصل تصريف الأعمال حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة. 

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس للأردن، حيث تنتظر الحكومة الجديدة جملة من التحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، لاسيما في ظل التوترات الإقليمية والأزمات الاقتصادية المستمرة.

*الانتخابات البرلمانية ودورها في تغيير الحكومة*

تجري الانتخابات البرلمانية في الأردن كل أربع سنوات، وبعد كل انتخابات، يُقدَّم رئيس الوزراء استقالته إلى الملك، تمهيدًا لتكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل الحكومة. وقد جرت الانتخابات الأخيرة وفق قانون انتخابي جديد تم إقراره في يناير 2022، والذي خصص 41 مقعدًا للأحزاب السياسية، في محاولة من الحكومة لدفع العمل السياسي وتشجيع الأحزاب على التفاعل في الحياة العامة.

*من هو جعفر حسان؟*

بمجرد إعلان قبول استقالة حكومة الخصاونة، تم تكليف الدكتور جعفر حسان بتشكيل الحكومة الجديدة. يُعتبر حسان شخصية معروفة في الدوائر الحكومية الأردنية، حيث شغل العديد من المناصب الهامة على مدار مسيرته الطويلة في الخدمة العامة.

 يحمل حسان مؤهلات أكاديمية واسعة ومتنوعة في مجالات العلاقات الدولية والاقتصاد والإدارة العامة.

ولد جعفر حسان في عام 1968، ويبلغ من العمر 56 عامًا. وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء. تلقى تعليمه العالي في مجموعة من الجامعات العالمية المرموقة، حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والاقتصاد الدولي من معهد الدراسات الدولية في جامعة جنيف، كما حصل على ماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد، وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بوسطن. بالإضافة إلى ذلك، حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية في باريس.

*مسيرة حسان المهنية*

بدأ حسان مسيرته المهنية في السلك الدبلوماسي الأردني في عام 1991، حيث عمل ملحقًا في وزارة الخارجية. ثم تنقل بين عدة مناصب داخل الأردن وخارجه، بما في ذلك عمله في الديوان الملكي الهاشمي وفي بعثة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف.

بين عامي 2001 و2006، شغل منصب نائب السفير الأردني في واشنطن، قبل أن يعود إلى الأردن ليتولى منصب مدير دائرة الشؤون الدولية في الديوان الملكي الهاشمي. في عام 2009، تم تعيينه وزيرًا للتخطيط والتعاون الدولي، وهو المنصب الذي شغله في عدة حكومات أردنية متتالية، مما أكسبه خبرة واسعة في التعامل مع المؤسسات الدولية، مثل البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي.

وفي الفترة من 2014 إلى 2018، شغل حسان منصب مدير مكتب الملك، قبل أن يتم تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء ووزير دولة للشؤون الاقتصادية في حكومة هاني الملقي الثانية، مما جعله شخصية محورية في تشكيل السياسات الاقتصادية للحكومة في ذلك الوقت.

*التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة*

مع تكليف جعفر حسان بتشكيل الحكومة الجديدة، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامله مع التحديات الكبرى التي تواجه الأردن. يُعد الوضع الاقتصادي على رأس هذه التحديات، حيث تعاني البلاد من بطالة مرتفعة وأعباء اقتصادية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأردن ضغوطًا دولية وإقليمية فيما يتعلق بالقضايا السياسية، خاصة ما يتعلق بالوضع في سوريا والعراق والقضية الفلسطينية.

وتنتظر الحكومة الجديدة أيضًا مجموعة من الملفات الداخلية، من بينها استكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأت في السنوات الأخيرة. تشمل هذه الإصلاحات تعزيز دور الأحزاب السياسية وتطوير النظام الانتخابي بما يتماشى مع متطلبات الشعب الأردني، إلى جانب تحسين الخدمات العامة وإدارة الموارد المالية للدولة.