مظاهرات سودانية في أوروبا.. مطالبات بحظر الطيران وإدانة قيادات الجيش
مظاهرات سودانية في أوروبا.. مطالبات بحظر الطيران وإدانة قيادات الجيش
شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل ومدينة جنيف السويسرية اليوم، مظاهرات واسعة نظّمها أفراد من الجالية السودانية ومنظمات حقوقية دولية، احتجاجًا على استمرار قصف الطيران الحكومي على المدنيين في السودان.
وانطلقت الاحتجاجات بالتزامن عند الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي لكل مدينة، أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل ومقر الأمم المتحدة في جنيف، في محاولة لإيصال صوت الشعب السوداني ومعاناته المستمرة جراء الصراع العسكري المتصاعد في البلاد.
دعوات لحظر الطيران في السودان
وقد رفع المتظاهرون شعارات تطالب بفرض حظر طيران فوري فوق السودان، خصوصًا المناطق التي تعاني من القصف العشوائي الذي أدى إلى سقوط مئات الضحايا وتشريد الآلاف خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد المشاركون أن الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية باتت تستهدف المدنيين بشكل متعمد، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وحث المتظاهرون الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين في السودان من خلال فرض منطقة حظر طيران على غرار ما تم تطبيقه في مناطق صراع أخرى حول العالم، مثل ليبيا وسوريا.
المطالبة بإدانات دولية لقيادات الجيش
إلى جانب المطالبة بفرض حظر الطيران، دعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى إصدار إدانات واضحة ضد قيادات الجيش السوداني المتورطين في تصعيد العنف، بالإضافة إلى محاسبتهم أمام المحاكم الدولية، واعتبروا أن القيادات العسكرية مسؤولة بشكل مباشر عن تصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد، وأن غياب المحاسبة ساهم في تمادي تلك القيادات في تنفيذ سياسات القمع ضد الشعب السوداني.
وأشار بعض المحتجين إلى تقارير حقوقية وثقت استخدام القصف الجوي كوسيلة لترهيب المدنيين وإخماد أي مظاهر معارضة للحكم العسكري. كما نددوا بغياب أي إرادة حقيقية من المجتمع الدولي للضغط على قادة الجيش السوداني لإنهاء الأزمة.
كذلك دعا المحتجون إلى استعادة الشرعية في السودان عبر إعادة السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، وطالبوا بإنهاء حكم العسكر الذي استحوذ على السلطة منذ انقلاب عام 2021، معتبرين أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون.
مشاركة واسعة ودعم حقوقي
المظاهرات شهدت مشاركة واسعة من أبناء الجالية السودانية في أوروبا، إضافة إلى نشطاء حقوقيين من جنسيات مختلفة، وأكدت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية دعمها للمطالب التي رفعها المتظاهرون، معتبرة أن ما يجري في السودان يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية للإنسان.
وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا مشتركًا مع هيومن رايتس ووتش يدعمان فيه مطالب المتظاهرين، ويدعوان إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين في السودان.
وقد أكد المشاركون أن مظاهرات اليوم ليست إلا بداية لسلسلة من التحركات التي سيتم تنظيمها في أوروبا وحول العالم، حتى يتم الضغط بشكل حقيقي على المجتمع الدولي لإيجاد حلول للأزمة السودانية.
بينما لم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة حول مظاهرات اليوم. ومع ذلك، فإن هذا الحراك الشعبي المتصاعد يشير أن السودانيين في الشتات مصممون على إيصال صوتهم للعالم، وأن الأزمة السودانية ستبقى قضية على أجندة النقاش الدولي.