نشطاء وسياسيون: قائمة الرهائن شرط إسرائيل لاستكمال المحادثات والثمن يدفعه كلا الطرفين
مسار سياسي وتحرك لوقف النار.. مخطط أمريكي وصفقة الرهائن في غزة
يبدوا وأن مجزرة الطحين التي قامت بها إسرائيل مؤخرًا ستغير من الأوضاع في العالم مع تعاطف خاص نحو سكان قطاع غزة، ومع ذلك فتداعيات المسار الجديد قد بدأت مؤخرًا من قبل الإدارة الأمريكية التي تسعى لاتخاذ قرارًا تاريخيًا مستقبلًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعطي قلقلاً كبيرًا في المستويات السياسية الإسرائيلية.
تواجه التحركات الأمريكية، التى تعتبر أن الاتفاق المرتقب على وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة والتلويح بورقة العلاقات السعودية الإسرائيلية، والتي يتم التمهيد لتنفيذها تم التعبير عنه على أكثر من مستوى، مع التعويل على تشدد الحكومة اليمينية المتطرفة فى تل أبيب، حيث تسعى واشنطن للإعلان عن هدنة قبيل دخول شهر رمضان، ومن ثم التفاوض مع الجانبين.
قائمة الرهائن تعطل الإعلان عن الهدنة، ومؤخرًا طلبت إسرائيل من الجانبين المصري والقطري عدم إجراء المزيد من المحادثات حتى تقدم حماس قائمة الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة، حيث تم تعطيل الإعلان عن الهدنة مع استمرار تدهور الأوضاع في غزة بشكل كبير، ومع زيادة صعوبة وخطورة إدخال المساعدات إلى القطاع.
وعقب الاجتماع الذي عقد الجمعة في باريس بين رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية والمصرية والإسرائيلية و رئيس الوزراء القطري، تم حل العقبات الرئيسية فيما يتعلق بإصرار حماس على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب، ولكن لم يتم حل مشكلة قائمة الرهائن.
وقال الناشط السياسي عبد العزيز الخميس: إن سرائيل تطلب من قطر ومصر عدم إجراء المزيد من المحادثات حتى تقدم حماس قائمة الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة، وقد أوضحت إسرائيل لمصر وقطر أنها لن تعقد جولة أخرى من المحادثات حتى تقدم حماس قائمة بأسماء الرهائن الأحياء وتقدم ردًا جديًا على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اقترح الوسطاء إطلاق سراحهم كجزء من الاتفاق.
وأضاف "الخميس"، تتزايد الدعوات من أجل التوصل إلى صفقة رهائن تتضمن وقف إطلاق نار إنساني في جميع أنحاء العالم، مع استمرار تدهور الأوضاع في غزة بشكل كبير، ومع زيادة صعوبة وخطورة إدخال المساعدات إلى القطاع، وعدت مصر وقطر إسرائيل بأنها إذا أرسلت وفدًا إلى الدوحة هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول الجوانب الإنسانية للصفقة المقترحة، فسوف يقدمون إجابات من حماس حول ما إذا كان الرهائن ما زالوا على قيد الحياة ويضغطون على المجموعة لكي تتخلى عنهم.
كما أن حماس مرنة بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم كجزء من أي اتفاق.
ستة أسابيع من وقف القتال في غزة
ويقول الناشط السياسي عبد العزيز الخميس عبر موقع "إكس": إن اتفاقية الرهائن تشمل الإطار أيضًا حوالي ستة أسابيع من وقف القتال في غزة – يوم توقف لكل رهينة يتم إطلاق سراحه –، بالإضافة إلى الاستعداد لعودة أولية وتدريجية للمواطنين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من القطاع.
وأضاف: تحدث مسؤولون قطريون ومصريون مع مسؤولين إسرائيليين خلال الـ24 ساعة الماضية، واقترحوا عقد جولة أخرى من المحادثات في القاهرة الأسبوع المقبل.
أسباب التصعيد الأمني
كما يقول الناشط السياسي البارز سامح عسكر: عندما يقترب طرفي الصراع من هدنة واتفاق تزداد عملياتهم بشكل مضاعف ويحدث تصعيد أمني لسببين:
١- الاستفادة من أوضاع ومكاسب التصعيد وتمركزاته الجديدة في الاتفاق.
٢- رفع الحالة المعنوية للمقاتلين والأنصار وتصوير الهدنة على أنها انتصار وفرض الشروط على الخصم.
وأوضح أن هذا تفسير لماذا يحدث تصعيد حاليًا في غزة والمنطقة، وأن الشرق الأوسط كلما يتجه للهدوء سنراه على شكل انفجار بالبداية.
هدنة رمضان
ولفت ياسر الزعاترة الباحث السياسي والناشط البارز عبر موقع "إكس": أن مصير الهدنة المقررة في شهر رمضان المبارك، إذا كانت هدنة رمضان محتملة قبل مجزرة دوار النابلسي، فقد غدت مرجّحة بعدها.
وأشار الزعاترة إلى أن المأزق هو مأزق لإسرائيل الذي يعيش عزلة دولية لم يعرفها في تاريخه، ليس هذا وحسب، فمخاوف التصعيد في الشهر الكريم تحضر بقوة بعد هرطقات "بن غفير" بشأن المسجد الأقصى، وتقييدات دخوله.
وأوضح أن هناك أيضًا حاجات عسكرية برزت في الأيام الأخيرة، وتسريبها من رئاسة أركان جيش الاحتلال هو نوع من الضغط على نتنياهو كي يقبل "الهدنة"، بجانب حديث "غالانت" عن صعوبة المعركة و"الثمن الباهظ" الذي يدفعه الجيش.
وتطرق إذا أضفنا الضغوط المتصاعدة من أهالي الأسرى، فإن نتنياهو يبدو في مأزق كبير، بخاصة بعد قرار عضو مجلس الحرب "جانتس" بزيارة واشنطن غدًا، ما ينطوي على رسالة منه ومن الأمريكان في آن.
ورغم أن بايدن ما يزال على صهْينته ودعمه المطلق للكيان، إلا أنه بدأ يضيق ذرعا بعد رسائل المسلمين القوية في ميشيغان، مع انكشاف شذوذ الموقف الأمريكي من الحرب على المستوى العالمي.
عمومًا لم يبقَ الكثير من الوقت حتى يظهر "الدخان الأبيض"، إذن كان ممكنا فيما يتعلق بالصفقة، إذ لم يتبقَ على بداية شهر رمضان سوى 8 أيام يُفترض أن يتجرّع خلالها نتنياهو "كأس السم"، ويمرّر الصفقة بغير الشروط التي يخرج بها بين حين وآخر، مستندًا إلى أن ضغط الوضع الإنساني على أعصاب قيادة "حماس"، وهو موقف موغل في الحقارة، عنوانه استخدام سلاح التجويع بعد الإبادة والتدمير الشامل.