خبراء: مصر ترفض سيطرة إسرائيل على معبر رفح
مصر ترفض سيطرة إسرائيل على معبر رفح
أزمات دبلوماسية وإستراتيجية ضربت التوافق المصري الإسرائيلي مؤخرًا، إثر تعنت إسرائيل أمام الجانب المصري في مفاوضات الهدنة، وكذلك سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني؛ مما استدعى أن تقوم مصر بغلق المعبر ورفض التنسيق مع إسرائيل بخصوص المعبر الحدودي.
وقد أشارات تقارير صحفية إلى قيام مصر بعملية خداع إستراتيجي في المفاوضات الأخيرة مع إسرائيل، وهو ما تم نفيه من قبل مصر بشكل قاطع، وكذلك التهديد بالانسحاب من المفاوضات، والتي تريد إسرائيل من خلالها تحقيق أكبر مكاسب في الآونة الأخيرة التي دأبت فيا على رفض المصالحة.
سيطرة الخلافات على الجانب الحدودي
مفترق طرق صعب شهدته الساعات الأخيرة من التصعيد بين مصر وإسرائيل مع تصاعد الخلافات، إثر سيطرة تل أبيب على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورفض القاهرة التنسيق معها بشأنه، وكذلك قيام القاهرة بعملية مناورات عسكرية في سيناء.
إسرائيل بدورها لا تريد ترك معبر رفح للجانب الفلسطيني، خاصة وأن المعبر كان تحت سيطرة حركة حماس، ويعد المعبر هو ممرًا رئيسيًا لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وخروج المصابين، وسط نقص حاد في الغذاء وتدمير شبه كامل للمرافق الصحية بقطاع غزة.
طرف ثالث لإدارة المعبر
وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية عدم التصعيد بين مصر وإسرائيل، حيث تريد واشنطن الهدوء والتواصل مع مصر، وتبحث بشكل عام عن طرف ثالث لإدارة المعبر الحدودي، تجري إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات مع منظمة تابعة للاتحاد الأوروبي للمساعدة في فتح معبر رفح الحدودي في غزة وإدارته وسط الاجتياح الإسرائيلي للمدينة الواقعة على الحدود مع مصر.
ويعمل المسؤولون الأمريكيون منذ أسابيع على التوسط في محادثات بين إسرائيل ومصر، للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يجعل المنظمة الأوروبية مسؤولة عن معبر رفح، ويحسن بشكل كبير تدفق المساعدات إلى القطاع.
وتقول إسرائيل: إن الذين كانوا يعملون في معبر رفح من الجانب الفلسطيني بينهم أعضاء في حماس، وإنه يجب على مجموعة جديدة تولي المسؤولية، ورفضت مصر اقتراحًا إسرائيليًا للتنسيق لإعادة فتح معبر رفح وإدارة عملياته المستقبلية.
ويقول المحلل السياسي أيمن الرقب: إن مصر هي القلب النابض لقطاع غزة، ولا يوجد منفذ لقطاع غزة نحو العالم سوى عن طريق مصر، وبالتالي سيطرة إسرائيل على المعبر هي إعلان احتلال القطاع من جديد وهو ما ترفضه القاهرة.
وأكد الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الولايات المتحدة بدورها تسعى الآن إلى التوسط بين مصر وإسرائيل، خاصة وأن في حال التصعيد ستكون العواقب وخيمة على العالم، وإدارة نتنياهو حتى الآن ترى إنها لا تريد المواجهة مع مصر وإنها بشكل أو بآخر ستكون على طاولة المفاوضات مع مصر ولن تكسب سوى ربح وقت إضافي في العمليات العسكرية بالقطاع.
وأكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية طارق فهمي، أن الوضع الحالي أصبح غير ملائم للإدارة الأمريكية التي تخسر المزيد من النفوذ بمنطقة الشرق الأوسط، ولذلك فهي تتوسط لحل الخلافات بين القاهر وتل أبيب قبيل أن تتحول إلى نزاع يدمر المنطقة بالكامل ويزيد من التوترات، خاصة وأن القاهرة هي قوى إقليمية لا يستهان بها.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن إسرائيل ترى إن مصر بدأت بخلافات جديدة إثر دخول مصر مع جنوب إفريقيا في القضية المقدمة أمام محكمة العدل والتي تدين إسرائيل بشكل كبير، وهو ما أثار حفيظة حكومة نتنياهو، وبالتالي على إسرائيل التراجع وترك معبر رفح وإلا ستكون العواقب وخيمة على الجميع.