مافيا داعش.. الخطر القادم على البادية في سوريا
تواجه البادية في سوريا خطر تواجد تنظيم داعش الإرهابي
على الرغم من تراجُع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير منذ انهيار خلافته الدموية المزعومة قبل سنوات، لا يزال التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا في منطقة صحراء البادية الشاسعة الممتدة في وسط وشرق سوريا، عبر ترهيبه للسكان المحليين في عمليات أشبه بالمافيا، حيث صمد التنظيم مثبتا قدرته على حماية نفسه في جبال وكهوف البادية والتهرب من قوة النيران المتفوقة.
وأشار تقرير مفصل لمركز "واشنطن أنستيتيوت" الأميركي إلى أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن داعش لا يزال مهتما بسوريا لا بل اهتمامه آخذ بالازدياد، على الرغم من تنفيذه المزيد من الهجمات الإرهابية في غرب ووسط إفريقيا.
سوريا هدف للعناصر الإرهابية
ويقول سامر عمران، إنه في أعقاب عملية ناجحة قام بها التنظيم الإرهابي في الصيف الماضي لإخراج سجنائه من السجن في جلال آباد، أفغانستان، حثت النشرة الإخبارية الرسمية التابعة للتنظيم الإرهابي، والتي يطلق عليها "النبأ"، الصادرة في 6 أغسطس الماضي عناصر التنظيم، وهنا شكلت سوريا هدفا رئيسيا بسبب التركيز الكبير لمؤيدي التنظيم في كل من مخيم الهول للنازحين وسجن الحسكة المركزي الذي يضم أكثر من 5000 سجين.
وأضاف: "تعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا من أخطر الجرائم التي ارتكبت في العالم، فقد ارتكبت هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ من القتل والحرق منهجا لها مجازر كبيرة بحق الشعب السوري والتي راح ضحيتها آلاف القتلى، إضافة إلى تدمير البنى التحتية وسرقة أموال الدولة والآثار وانتهاك الحرمات وخطف الأطفال والنساء".
عودة الهجمات الإرهابية
ويقول أحمد الهانئ: "إن قدرة تنظيم داعش الإرهابي مثبتة على شن هجمات، فلم يتغير عدد الهجمات التي يتبناها داعش في سوريا بشكل كبير خلال الأشهر العديدة الماضية، فمنذ بداية هذا العام 2021 وحتى 17 مارس وقعت 106 هجمات، مقارنة بـ 101 هجمة في الربع الأخير من عام 2020".
وأضاف: "إحباط خصوم تنظيم داعش الإرهابي، عامل هام للغاية فعلى مدى السنوات الماضية، أحبط شبح هجمات التنظيم الإرهابي المتسلسلة القوات التي تقاتل ضده قوات سوريا الديمقراطية، حتى إن تلك القوات تخلت عن مدن معينة في منتصف الليل خوفاً من عدم قدرتها على حمايتها ما أدى بشكل أساسي إلى التنازل عنها لصالح السيطرة الجزئية على الأقل لتنظيم داعش الإرهابي".
وتابع: "عناصر التنظيم الإرهابي التي قتلت واغتصبت آلاف الأبرياء، وسرقت ودمرت المناطق التي سيطرت عليها، ما زالت بعيدة عن المساءلة القانونية من قبل المحاكم الدولية التي يجب أن تكون أول من يتبنى ملاحقتها ومن ثم محاكمتها، لأن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي تدخل ضمن الجرائم الدولية التي نصت عليها كل القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان".
وتشكل تكتيكات تنظيم داعش الإرهابي هذه مبعث قلق على نحو خاص في مخيم "الهول" وسجن الحسكة في مناطق الشمال السوري وقد أصبحت عمليات قطع الرؤوس والإعدامات الفورية بمسدسات كاتمة للصوت وعمليات قتل أخرى شائعة بشكل متزايد في مخيم "الهول" حيث بلغت 41 جريمة قتل هذا العام وحده، مقارنة بثلاث وثلاثين حادثة موثقة في عام 2020 كله، كما تتزايد الاتصالات مع الخارج فقد أصبح من السهل لسكان المخيم الحصول على أسلحة والتواصل مع المهربين لإدخال الناس إلى المخيم وإخراجهم منه، كما يمكن لبعض السجناء في الحسكة الحصول بسهولة على هواتف محمولة.