خبراء: إدراج الإخوان تنظيمًا إرهابيًا يرسخ التوجه الأمريكي لمحاصرة التطرف
خبراء: إدراج الإخوان تنظيمًا إرهابيًا يرسخ التوجه الأمريكي لمحاصرة التطرف

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية -خلال الفترة الأخيرة- تحركات متزايدة لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية، في خطوة قد تمثل تحولاً كبيرًا في سياسات واشنطن تجاه الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928 وتمتد شبكاتها إلى العديد من الدول.
وبحسب مصادر دبلوماسية وإعلامية أمريكية، يجري عدد من أعضاء الكونجرس مناقشات موسعة مع الإدارة الأمريكية وأجهزة الأمن لوضع إطار قانوني يتيح تصنيف الجماعة تنظيمًا إرهابيًا دوليًا، مستندين إلى تقارير استخباراتية تتعلق بارتباطات الجماعة بعدد من التنظيمات المتطرفة وتمويلها لأنشطة تهدد استقرار بعض الدول في الشرق الأوسط.
وأوضحت المصادر، أن هذا التحرك يأتي في إطار مراجعة شاملة للسياسات الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد تصاعد الدعوات داخل الكونجرس لاعتبار جماعة الإخوان مظلة أيديولوجية للعديد من الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، كما تأتي هذه الخطوة بعد تنامي التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية التي تصنف الجماعة بالفعل كتنظيم إرهابي.
ويرى محللون سياسيون، أن إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية – إذا تم – سيشكل ضربة قوية لشبكات التنظيم المالية والإعلامية، إذ سيسمح بتجميد أصوله داخل الولايات المتحدة وملاحقة داعميه ومؤسساته.
كما سيؤثر القرار المحتمل على علاقات واشنطن بعدد من الدول التي تستضيف قيادات وعناصر من الجماعة، ما يفتح الباب أمام تحولات جديدة في موازين القوى بالمنطقة.
قال ماك شرقاوي، الخبير السياسي والإعلامي المقيم في الولايات المتحدة: إن التحركات داخل الإدارة الأمريكية والكونجرس لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم التنظيمات الإرهابية تمثل تحولاً استراتيجيًا في السياسة الأمريكية تجاه الجماعة.
وأوضح شرقاوي لـ"العرب مباشر"، أن المناقشات الجارية تستند إلى أدلة ووثائق تكشف ارتباط الجماعة بشبكات تمويل ودعم للتنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب موقفًا أكثر صرامة من واشنطن.
وأكد شرقاوي، أن إدراج الإخوان تنظيمًا إرهابيًا – إذا أُقرّ رسميًا – سيمكن الولايات المتحدة من فرض عقوبات مباشرة على مؤسسات وشخصيات مرتبطة بالجماعة، ويؤدي إلى تجفيف منابع تمويلها وأنشطتها الإعلامية في الغرب.
وأضاف: أن هذه الخطوة تعكس استجابة الإدارة الأمريكية لمطالب دول عربية وأوروبية باتخاذ موقف موحد ضد الجماعات التي تستغل الدين لتحقيق أجندات سياسية، مشيرًا إلى أن القرار سيكون له تأثير كبير على تراجع نفوذ الإخوان في المنطقة.
قال هشام النجار، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية: إن التحركات الأمريكية الجارية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية الدولية تمثل تحولاً مهمًا في سياسة واشنطن تجاه الجماعة.
وأوضح النجار لـ"العرب مباشر"، أن هذه الخطوة تأتي نتيجة تراكم ملفات استخباراتية وتقارير دولية تثبت دور الإخوان في دعم الفكر المتطرف وتوفير بيئة خصبة لظهور الحركات الإرهابية مثل: "داعش" و"القاعدة".
وأشار النجار، أن إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الأمريكية – في حال إقراره – سيشكل ضربة قوية لشبكاتها الإعلامية والمالية، كما سيحدّ من قدرتها على التحرك في العواصم الغربية واستغلالها كمنصات للتمويل والدعاية.
وأضاف: أن القرار يعكس استجابة واشنطن لضغوط عربية متزايدة لتوحيد الجهود الدولية في مواجهة الجماعات المتطرفة، مؤكدًا أن الخطوة المحتملة ستكون بداية مرحلة جديدة من التضييق على نشاط الإخوان إقليميًا ودوليًا.