أفغانستان.. طالبان تتجاهل الغضب الدولي وتضاعف القيود حول النساء

تتجاهل طالبان الغضب الدولي وتضاعف القيود حول النساء

أفغانستان.. طالبان تتجاهل الغضب الدولي وتضاعف القيود حول النساء
صورة أرشيفية

رغم الانتقادات الدولية لوحشية نظام حركة طالبان، فإن الحركة لا تزال تزيد من القيود المفروضة على النساء، حيث ترسل قوات الأمن إلى المدارس المخصصة للأطفال لفحص الفتيات بحثًا عن علامات البلوغ وحرمانهن من مواصلة التعليم، وأبلغت النساء الأفغانيات عن قيام عناصر تابعة لطالبان بضرب النساء اللواتي وجدن أنهن يرتدين سراويل على الطراز الغربي تحت أردية خارجية فرضها النظام، حيث تكثف حركة طالبان هذه الاعتداءات رداً على حملات حقوق المرأة في أفغانستان وإيران، ووسط كفاحها لترسيخ سلطتها.

تطرف وعنف

من جانبها، نشرت مجلة "إم إس" الأميركية، تقريرًا أكدت خلاله أن انتهاكات طالبان المكثفة ضد المرأة تنذر بمزيد من التطرف العنيف وتهديدات للأمن الدولي، مضيفة أنه يجب أن يستجيب صناع السياسة، حيث تعكس الانتهاكات الجديدة بحق النساء أزمات أفغانستان المتصاعدة والمتنوعة، فبعد أربعة عشر شهرًا من استيلاء طالبان على السلطة في كابول، فإنهم يحكمون بالقوة ومن غير المرجح أن يبذلوا أي جهد كبير لتوسيع قاعدة نظامهم، وفقًا لمحلل معهد السلام الأميركي (USIP) ويليام بيرد، لقد زاد قمعهم بسبب الانهيار الاقتصادي للبلاد.

وتابعت المجلة: إن كبار قادة طالبان - ومعظمهم من البشتون العرقيين من المناطق الجنوبية حول قندهار وتعلموا في مدارس دينية متشددة في باكستان – يعانون انقسامات غامضة بين الجماعات الفرعية لطالبان مثل شبكة حقاني، المتجذرة في المقاطعات الشرقية، والأوزبك العرقيين في الشمال، وأشار أندرو واتكينز من معهد الولايات المتحدة للسلام إلى أن الانقسامات الداخلية لطالبان كانت أكثر دراماتيكية فيما يتعلق بحقوق المرأة، ففي شهر مارس الماضي، رفض أمير الجماعة، ومقرها قندهار، هيبة الله أخوندزادة، فجأة حق النقض ضد تعهد من مسؤولي طالبان في كابول برفع حظرهم عن تعليم الفتيات بعد الصف السادس.

ضرورة التدخل الأممي

في السياق ذاته، أكد ريتشارد بينيت المقرر الخاص للأمم المتحدة أن الأزمة تتفاقم في أفغانستان، مؤكدًا أن الأوضاع هناك تستلزم تفويضًا أكثر قوة للتحقيق في الانتهاكات العديدة لحقوق المرأة التي يتم الإبلاغ عنها، وإذا لزم الأمر، إحالة الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات التي تتعامل مع طالبان أو تؤوي اللاجئين الأفغان تعيين مبعوثين خاصين لحقوق الإنسان والمرأة الأفغانية للضغط من أجل الإصلاح في التعاملات الدبلوماسية مع طالبان، وقالت ناشطات أفغانيات، إن هجمات طالبان المكثفة حديثًا والتهديدات ضد النساء هي جزئيًا استجابة لمطالب المرأة الأفغانية المستمرة والاحتجاجات من أجل الحقوق الأساسية - وعلى انتفاضة حقوق المرأة البارزة في الجوار. إيران، وأخبرت النساء معهد السلام الأميركي أن التطور المثير للقلق هو: فرضت طالبان في السابق قيودها على النساء من خلال "شرطة الأخلاق" الرسمية، ولكن الآن، فإن توجيهات قادة طالبان الأكثر صرامة للسيطرة على النساء شجعت أو أرغمت عددًا لا يحصى من الرجال الآخرين على القيام بأدوار مسيئة كـ "منفذين"، حيث بدأ رجال من مسلحي طالبان العاديين، تطبيقًا خاصًا ضد أي امرأة قد يرونها، حيث أجبرت طالبان أصحاب المتاجر والمدرسين وغيرهم من المواطنين العاديين على القيام بأدوار إنفاذ القانون، وتقوم ناشطات في كابول بالإبلاغ عن الانتهاكات الجديدة للزملاء في الخارج عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية المشفرة، كما تظهر التفاصيل أيضًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقيود الجديدة والعنف ضد النساء والفتيات، في كابول وهرات ومقاطعات أخرى.

اعتداءات جسدية

قالت نساء في كابول: إن أعضاء طالبان دخلوا مدارس ابتدائية للبنات لفرض النظام النظامي منذ شهور والذي يقضي بتغطية وجوه الطلاب والمعلمين، باستثناء أعينهم، حتى في الفصل، وفي المداهمات التي حدثت يوم أمس، قام عناصر الأمن بضرب المخالفين المتهمين بكابلات كهربائية أو عصي أو بأعقاب البنادق، وقالت أم في كابول: "تعرضت ابنتي في الصف الخامس للضرب على يد طالبان لأنها لم تغطي وجهها" في فصلها الدراسي، إنها خائفة من الخروج وترفض الذهاب إلى المدرسة"، ووصفت امرأة أخرى قيام عناصر تابعة لطالبان بإيقاف عائلتها في سيارتهم هذا الأسبوع. "سألوا زوجي عن علاقته بـ"الرأس الأسود" في إشارة إلي، وعندما قال إنهما متزوجان، أخذ المنفذون كل واحد من السيارة ليسألوهما على حدة "ماذا تناولنا على العشاء في الليلة السابقة، واسم عمي ومكان إقامتنا"، وأطلقوا سراح الأسرة، ولكن فقط بعد أن أمروا المرأة بالانتقال من المقعد الأمامي، بجوار زوجها، إلى الخلف، مع الأطفال، وأفادت نساء في كابول بانتهاكات جديدة ارتكبها مسلحو طالبان في الأحياء السكنية في جميع أنحاء المدينة، حيث داهمت عناصر إنفاذ القانون عدة مدارس للبنات وضربوا الطلاب والمعلمين لارتدائهم سراويل أسفل ملابسهم، أو أردية خارجية لا تصل إلى الكاحل، أو ملابس بألوان غير الأسود.