كيف أصبح جنوب تايلاند الملاذ الآمن الجديد للإخوان؟
أصبح جنوب تايلاند الملاذ الآمن الجديد للإخوان
صراع كبير تشهده جماعة الإخوان الإرهابية، إثر مصالحة تركيا مع دول المنطقة العربية وهو ما دعا تركيا لفض الغبار عن جماعة الإخوان وطردهم، ومنذ أشهر يحاول عناصر الإخوان البحث عن ملاذ آمن لهم بعد تركيا وقطر.
وتعد دول شرق آسيا ملاذا جيدا لعناصر الجماعة، في ظل أن الجماعة لها قواعد شعبية هناك كبرى وللبعد الإعلامي عن دول المنطقة التي ترفض تواجد الإخوان وتحاربهم لنشاطهم الإرهابي، وعلى رأس تلك الدول "تايلاند" الدولة السياحية.
تايلاند الملاذ الآمن
وتتباين التقديرات حول أعداد المسلمين في مملكة تايلاند، والتي تتراوح ما بين 10 إلى 15 % من تعداد السكان البالغ نحو 45 مليون نسمة ويتركز المسلمون في الجنوب، وبالتحديد في مقاطعات: فطاني، ويالا، وسونغكلا، وناراتيوات، ومعظمهم ينحدر من أصول عرقية ملاوية، وتنشط في جنوب تايلاند حركة تمرد تنادي بالانفصال، وتكوين دولة خاصة بالمسلمين، وهي الحركة التي بلغت ذروتها في العام 2004.
حيث يعاني الجنوب في تايلاند من سيطرة الشمال والذي يسيطر عليه الديانة البوذية، ولذلك كانت الاستعانة بعناصر الإخوان مفيدة لهم في الوقت الحالي.
بؤرة توتر في تايلاند
وقد أثار ظهور تنظيم داعش في جاكرتا، ومينداناو، وبوشونغ، وبالقرب من كوالالمبور، مخاوف من بدء موجة جديدة من الإرهاب الجهادي العابر للحدود، في جنوب شرقي آسيا، ربما تكون تايلاند وجهته المقبلة، وبحسب تقرير موثق لمجموعة الأزمات الدولية، وبناء السياسات التي من شأنها تشكيل عالم أكثر سلاماً، فإنّ تنظيم داعش استخدم تايلاند كنقطة عبور، حيث لا توجد حالة معروفة لمواطن تايلاندي انضم إلى التنظيم، وهو ما يساهم في انضمام عنصار الإخوان.
التقرير رصد وجود أسواق سرية لتجارة الأسلحة الخفيفة، في جنوب تايلاند، يقصدها الماليزيون الراغبون في الانضمام لـ"داعش"؛ ما يعني أن منطقة التمرد أصبحت بؤرة لجذب العناصر الإرهابية، ما يجعلها ضمن شبكة الخطوط الجهادية العابرة للحدود، وعلى الرغم من غياب تدخل الجهاديين الأجانب إلى الآن، لكن استمرار التمرد، وتواصل القمع، أدى في النهاية إلى انخراط العناصر المحلية المتشددة في الجنوب ضمن الثورة المسلحة التي يقودها الإخوان في تايلاند.
ويقول طارق البشبيشي، القيادي الإخواني، المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن عناصر الجماعة ترى أن دول شرق ومنتصف آسيا هي قاعدة قوية لهم، كما يبحثون دوماً عن أماكن يكون بها توتر، حيث ينخرطون مع المسلمين ودعمهم بالعناصر البشرية وذلك لنشر أفكارهم.
وأضاف البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن تايلاند حالياً، هي أحد أبرز المعابر التي تمر من خلالها العناصر الإخوانية، في طريقها إلى ماليزيا وإندونيسيا، وجنوب تايلاند يُعد أحد الملاذات الآمنة الجديدة، ضمن خطط التنظيم الدولي، في ظل توتر العلاقات مع تركيا ولا يوجد دولة في أوروبا تتحمل تواجدهم.