الحكومة الإيرانية تترك مواطنيها فريسة للأزمات.. احتجاجات المزارعين بسبب المياه

خرجت مظاهرات في إيران بسبب تزايد الأزمات ونقص المياه

الحكومة الإيرانية تترك مواطنيها فريسة للأزمات.. احتجاجات المزارعين بسبب المياه
صورة أرشيفية

نظم عدد من المزارعين الإيرانيين احتجاجات واسعة في محافظة أصفهان، بوسط إيران، منذ أمس الاثنين، حيث تظاهرت التجمعات أمام شركة توزيع المياه، وأمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في هذه المحافظة، احتجاجا على عدم تخصيص حصة من المياه لزراعة القمح في موسمه الحالي.

احتجاجات المزارعين

وحسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية معارضة، فقد شملت احتجاجات المزارعين هذه المرة محافظتي أصفهان، وجهارمحال وبختياري، وهي الاحتجاجات التي  وقعت مرارًا وتكرارًا، في السنوات الأخيرة بسبب ضياع حصتهم من مياه نهر زاينده رود ومشاريع نقل المياه.

وأشار موقع "إيران إنترناشيونال" إلى أزمة سد زاينده رود الذي يعتبر أحد السدود الرئيسية وسط إيران، وهو مورد لمياه الشرب والبيئة والزراعة وبعض الشركات الصناعية في المنطقة الوسطى من إيران، حيث يقع على بعد 110 كيلومترات غربي أصفهان في مدينة جادكان.

صراع المحافظات على المياه

وبحسب الشكاوى التي رفعها المزارعون، فقد أصبح نهر زاينده رود، الذي يزيد طوله على 400 كيلومتر، نهرًا موسميًا في العقود الأخيرة بسبب قلة هطول الأمطار، والجفاف المتتالي، والكثافة السكانية، والاستخدام العشوائي من المياه في المصانع.

فيما يؤكد المزارعون في محافظة أصفهان أنهم لا يحصلون على نصيبهم "العادل" من المياه من نهر زيانده رود، أكبر نهر في وسط إيران، لري المحاصيل وتمكينهم من تربية الماشية، حيث تذهب كميات غير مستحقة إلى مقاطعتي جهار محل وبختياري وخوزستان.

بينما شهدت الاحتجاجات هذه المرة خروج المتظاهرين من كافة الأنحاء، حتى المحافظات التي كانت متهمة بالاستيلاء على الحصة الأكبر من المياه.

احتجاجات متكررة

وتشير التقارير إلى أن النهر، الذي كان يفيض بالوفرة طوال العام، جف خلال العقدين الماضيين قبل أن يصل إلى أصفهان.

ومثل العديد من المناطق الأخرى في إيران، واجهت أصفهان أيضًا الجفاف هذا العام. 

قال محمد أصغري، المسؤول في منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، في 6 يوليو/ تموز 2019، إن متوسط هطول الأمطار في جميع أنحاء إيران في الأشهر الستة الأولى من "السنة الزراعية" التي انتهت للتو (سبتمبر إلى يونيو) كان أقل من 50 في المائة من نفس الفترة من العام الماضي، مع هطول الأمطار انخفض من 278 ملم إلى 130 ملم.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها المحتجون من المزارعين الإيرانيين، ففي مطلع العام الجاري 2021، احتج مئات المزارعين على نقص المياه في محافظة أصفهان.

اشتباكات مع الشرطة

وفي ذلك الوقت، كشفت مقاطع الفيديو التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن اشتباكات عنيفة بين الشرطة وبعض المزارعين، حيث ظهر في أحد هذه الفيديوهات مئات المزارعين وعائلاتهم، وهم يهتفون "الأوغاد".

ويظهر في فيديو آخر محتجون يهتفون ضد السلطات المحلية لفشلها في توفير المياه لمزارعهم وحماية حياة حيواناتهم. وهتف البعض "سنحصل على حصتنا من الماء حتى لو اضطررنا للموت من أجلها".

الأسعار منخفضة

وإلى جانب مشكلة شح المياه، يؤكد بعض المزارعين، أن الأسعار المنخفضة التي حددتها الحكومة لمنتجات الألبان وارتفاع أسعار العلف الحيواني تؤدي إلى إفلاسهم، لذا جلبوا الماشية الجائعة في شاحنات صغيرة معهم خلال المسيرة الاحتجاجية.

ذبح الحيوانات في المسيرات

كما حاول المتظاهرون أخذ ماشيتهم إلى أرض مكتب الحاكم. وذبح بعضهم تلك الحيوانات ونثروا دماءها على لافتات خارج المكاتب الحكومية، أو أفرغوا الحليب على الأرض.

ونظم مربو الماشية مسيرة احتجاجية أصغر في دامغان بإقليم سمنان شمال إيران. وحمل المزارعون الذين ساروا إلى مكتب حاكم المقاطعة لافتات تطالب بالسماح لهم بتحديد أسعارهم الخاصة، بناءً على تكاليف العلف الحيواني والنفقات الأخرى، بدلاً من تحديد أسعار اللحوم ومنتجات الألبان من قبل الحكومة.

وكتبوا على إحدى اللافتات أن بيعت قنينة مياه معدنية بـ60 ألف ريال (25 سنتا) بينما كانت الكمية نفسها من الحليب 45 ألفا (18 سنتا). وشهدت منطقة تاكاب في غرب أذربيجان احتجاجات من قبل مربي المواشي، الذين قطعوا في 4 يوليو/ تموز الطريق أمام مكتب محافظ المدينة مع ماشيتهم.

ويتواصل انهيار قطاع الزراعة وأوضاع المزارعين في إيران في ظل سياسات حكومات الملالي التي ركزت جهودها على تمويل وتدريب الميليشيات الإرهابية لزعزعة استقرار دول الشرق الأوسط، بينما تركت المواطن الإيراني فريسة للأزمات.