حرائق لوس أنجلوس.. ميزانية منقوصة وجفاف الصنابير وتحديات كبرى تواجه الإطفاء

حرائق لوس أنجلوس.. ميزانية منقوصة وجفاف الصنابير وتحديات كبرى تواجه الإطفاء

حرائق لوس أنجلوس.. ميزانية منقوصة وجفاف الصنابير وتحديات كبرى تواجه الإطفاء
حرائق لوس أنجلوس

بينما تكافح فرق الإطفاء في لوس أنجلوس لإخماد حرائق الغابات المشتعلة التي دمرت مناطق شاسعة من المقاطعة، تواجه إدارة الإطفاء انتقادات حادة بسبب تخفيض ميزانيتها لعام 2025 والتركيز على سياسات التوظيف التي تهدف إلى تعزيز التنوع والشمولية، فضلاً عن النقص الكبير في المياه العذبة وجفاف صنابير المياه، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

دمار واسع 


اندلعت أربعة حرائق كبرى في مقاطعة لوس أنجلوس، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، وتدمير أكثر من 10 آلاف مبنى، وإحراق ما يزيد عن 38 ألف فدان.

كما أُجبر أكثر من 166 ألف شخص على إخلاء منازلهم، وفقًا لما أعلنه قائد شرطة المقاطعة يوم الجمعة. 

ساهمت الرياح القوية في انتشار الحرائق بشكل سريع؛ مما زاد من صعوبة السيطرة عليها، خصوصًا باستخدام الطائرات لإطفاء النيران. 

تحديات كبرى 


تشهد إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس تخفيضًا بمقدار 17.4 مليون دولار في ميزانيتها لعام 2025، وهو ما ألقى بظلاله على قدرة الإدارة على التعامل مع الأزمات الكبرى مثل حرائق الغابات والزلازل. 

وأوضحت رئيسة الإدارة، كريستين كراولي، في مذكرة وجهتها إلى مفوضية الإطفاء في ديسمبر الماضي، أن التخفيضات أثرت بشكل سلبي على العمليات الأساسية للإدارة، بما في ذلك البنية التحتية التكنولوجية، معالجة الرواتب، التدريب، والوقاية من الحرائق. 

كما أشارت إلى تقليص ميزانية العمل الإضافي بمقدار 7 ملايين دولار؛ مما قلل من القدرة على الاستعداد للطوارئ الكبرى. 

وقالت كراولي: "لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو. نحن بحاجة إلى دعم إضافي لتلبية احتياجات المدينة المتزايدة، خاصةً مع تزايد عدد الحوادث التي نتعامل معها بنسبة 55% منذ عام 2010". 

وأكدت، أن الإدارة تحتاج إلى 62 محطة إطفاء إضافية لتلبية الطلب المتزايد. 

وأضافت الشبكة الأمريكية، أن تحت قيادة كريستين كراولي، التي تعد أول امرأة تتولى هذا المنصب، ركزت الإدارة على تعزيز سياسات التنوع والشمولية.

أُنشئت إدارة خاصة بالمساواة والموارد البشرية، وشهدت فصول التوظيف الجديدة زيادة في عدد رجال الإطفاء من خلفيات متنوعة تشمل الأمريكيين من أصل إفريقي، اللاتينيين، الآسيويين، والنساء. 

ورغم هذه الجهود، تعرضت كراولي لانتقادات من قبل بعض المسؤولين الذين يرون أن التركيز على التنوع جاء على حساب الأولويات الأساسية مثل التدريب والاستعداد لمواجهة الكوارث. 

جفاف الصنابير


كشفت تقارير، أن إحدى الخزانات الرئيسية التي تعتمد عليها إدارة الإطفاء كانت فارغة أثناء الحرائق بسبب أعمال صيانة؛ مما أدى إلى نقص في إمدادات المياه.

ودفع هذا الأمر حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إلى الدعوة لإجراء تحقيق مستقل في سبب نقص المياه وتأثيره على جهود الإطفاء. 

ومن جانبه، قال رئيس مفوضية الإطفاء في لوس أنجلوس، جينيثيا هادلي هايز: إن خفض الميزانية كان له تأثير سلبي على قدرة الإدارة على الاستجابة للأزمات، مشيرًا إلى نقص حاد في عدد الفنيين الميكانيكيين المسؤولين عن صيانة المعدات مثل الشاحنات وسيارات الإطفاء. 

أثارت تخفيضات الميزانية وتغيرات القيادة انتقادات من بعض العاملين في الإدارة.

وصرح روبرت هوكينز، رئيس اتحاد رجال الإطفاء الأمريكيين من أصل إفريقي، أن القيادة الحالية تعاني من مشاكل في التوجيه وإدارة الموارد. 

وأشار إلى حالات تم فيها إرسال رجال الإطفاء إلى مواقع العمل ليكتشفوا لاحقًا أنهم لن يتمكنوا من القيام بمهامهم بسبب نقص المعدات اللازمة. 

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه رغم الانتقادات، أكدت كريستين كراولي أن الإدارة بحاجة إلى تمويل إضافي لضمان الاستعداد للكوارث المستقبلية.

وقالت: "ما نواجهه الآن يمكن أن يحدث في أي مكان آخر في لوس أنجلوس. يجب أن نكون مجهزين بالكامل لمثل هذه السيناريوهات". 

وفي ظل استمرار الحرائق وتفاقم الأضرار، يبقى السؤال حول كيفية موازنة أولويات التمويل الحكومي مع الحاجة الماسة لتحسين جاهزية إدارات الإطفاء للتعامل مع الأزمات المتزايدة.