إسرائيل تبدأ المرحلة الأولى من هجوم واسع على غزة.. وتحشد المزيد من القوات

إسرائيل تبدأ المرحلة الأولى من هجوم واسع على غزة.. وتحشد المزيد من القوات

إسرائيل تبدأ المرحلة الأولى من هجوم واسع على غزة.. وتحشد المزيد من القوات
حرب غزة

بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ المرحلة الأولى من عملية عسكرية وصفت بكونها الأوسع منذ بداية الحرب على غزة، حيث أعلن عن إطلاق "عملية عربات جدعون" بهدف "السيطرة على مناطق استراتيجية" داخل القطاع، بحسب ما جاء في بيان رسمي للجيش نشر على منصة " إكس" تويتر سابقًا.


وخلال 24 ساعة فقط، قال الجيش الإسرائيلي: إنه استهدف أكثر من 150 "هدفًا إرهابيًا"، بينما رصدت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط 153 قتيلاً و459 جريحًا في الهجمات الأخيرة، بينهم أطفال ونساء. 

وأشارت تقارير طبية، أن عشرات الجثث ما تزال تحت الأنقاض في مناطق عدة، خصوصًا في وسط القطاع، حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية خيمة للنازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى؛ مما تسبب في وقوع إصابات جسيمة في صفوف العائلات الهاربة من القصف.

التصعيد يأتي بعد أيام قليلة من انتهاء جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، إذ أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن توقيت العملية تم ربطه بنهاية تلك الزيارة "تجنّبًا للإحراج الدبلوماسي"، بحسب وصف تقارير إعلامية عبرية.

غضب دولي وتحذيرات من مجاعة شاملة


تتزامن العملية العسكرية مع تصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في غزة. فقد حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة باتت "وشيكة"، مشيرة أن إسرائيل منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ 77 يومًا.

وفي بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تم التأكيد على أن "الحصار الغذائي المتعمد أدى إلى تفشي المجاعة في جميع مناطق قطاع غزة"، موضحًا أن عدد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية ارتفع إلى 57 حالة موثقة، غالبيتهم من الأطفال، وسط غياب شبه تام للمواد الغذائية الأساسية واختفاء أكثر من 70 صنفًا من الأسواق المحلية.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عن نية بلاده تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الحصار على غزة، مؤكدًا خلال كلمته في القمة العربية في بغداد، أن "دوامة العنف في غزة يجب أن تتوقف"، وداعيًا إلى الاعتراف بدولة فلسطين ودعم حل الدولتين.

وفي ذات القمة، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، أن القمة تعقد وسط "ظروف خطيرة تهدد استقرار المنطقة"، مجددًا رفض بلاده القاطع لتهجير سكان القطاع "تحت أي ظرف أو مسمى"، فيما دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى تفعيل دور الأونروا وزيادة تدفق المساعدات، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد الأزمة الإنسانية.

ضغوط دولية ومفاوضات معلقة

في باريس، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع في غزة بأنه "غير مقبول" و"لا يحتمل"، معلنًا عن رغبته في إجراء محادثات عاجلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

وأكد ماكرون، أن بلاده ستواصل الضغط لوقف العمليات العسكرية، مشيراً إلى "ضرورة وضع حد للمأساة التي يعيشها المدنيون في القطاع".

بينما في إسرائيل، فرغم تصعيد الهجمات، قال مسؤول أمني كبير إن المفاوضات غير المباشرة مع حماس ما زالت قائمة، وإن فريق التفاوض أوصى رئيس الوزراء بمواصلة الجهود الدبلوماسية، مؤكدًا أن "فرص التوصل إلى اختراق لم تنعدم تمامًا".

ومن المتوقع، أن يجتمع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر يوم الأحد لبحث توسيع العملية في القطاع، واتخاذ قرارات جديدة بشأن الحملة البرية ومدى استمرار الضغط العسكري. 

وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن خيار الاجتياح الكامل "مطروح لكنه لم يحسم بعد".

في المقابل، حذرت حركة حماس من أي خطوات نحو التهجير أو تقويض الوجود الفلسطيني، معتبرة أن "العدوان المستمر محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض وقائع جديدة بالقوة".