قاعدة عاموس.. ما أهمية القاعدة الإسرائيلية التي هاجمتها حزب الله؟
قاعدة عاموس.. ما أهمية القاعدة الإسرائيلية التي هاجمتها حزب الله؟
التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل بلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة، مع استمرار تبادل الضربات عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية؛ مما ينذر بتوسيع دائرة الحرب الإقليمية التي اندلعت على خلفية العمليات الإسرائيلية في غزة.
هذا التصعيد يشير إلى تحول كبير في مسار الصراع المستمر منذ سنوات بين الطرفين، حيث تحوّلت الجبهة الجنوبية للبنان إلى ساحة مواجهة مفتوحة، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.
إسرائيل كثفت من غاراتها الجوية على مواقع يشتبه في أنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، مستهدفةً مراكز قيادة، ومنصات إطلاق صواريخ، ومخازن أسلحة، بينما واصل حزب الله إطلاق وابل من الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية في الجليل والجولان المحتل؛ مما أدى إلى حالة من الهلع بين سكان تلك المناطق وإخلاء العديد من البلدات الحدودية.
استهداف قاعدة "عاموس" الإسرائيلية
أعلن حزب الله المدعوم من إيران، أنه استهدف، الأربعاء، قاعدة الكرياه، حيث مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان الإسرائيليتين في مدينة تل أبيب بصواريخ باليستية، بعدما أفاد في وقت سابق بأنّه شنّ عليها هجوماً جوياً بطائرات مسيرة.
كما قال حزب الله إنه استهدف للمرة الأولى شركة صناعات عسكرية في ضواحي مدينة تل أبيب، وأشار الحزب، في وقت سابق، إلى أنه نفّذ أيضاً بعد هجوم بسربٍ من الطائرات المسيرة على قاعدة عاموس العسكرية، التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة 55 كيلومتراً، غرب مدينة العفولة، وأصابت أهدافها بدقة.
ما أهمية قاعدة "عاموس" الإسرائيلية؟
قاعدة "عاموس" تعد واحدة من المواقع الاستراتيجية الهامة في الشمال الإسرائيلي، حيث تعود أصولها إلى فترة الانتداب البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، حينما أُنشئت كامتداد لمهبط طائرات "مجدو" للطائرات الخفيفة.
منذ ذلك الحين، تحولت القاعدة إلى موقع تشغيل رئيسي لكتيبة النقل "فرسان الشمال 6910"، ما يجعلها محورًا لعمليات الدعم اللوجستي والعسكري.
حتى عام 2016، كانت القاعدة مخصصة لاستقبال وفرز وتجهيز جنود الاحتياط، كما احتضنت مقر كتيبة المشاة الميكانيكية التكتيكية من النخبة 51 "ها بوكيم هريشون" التابعة للواء غولاني.
في إطار تعزيز قدراتها، خضعت القاعدة لعملية تجديد وتوسعة شاملة بدأت في عام 2018، بهدف تجهيزها لاستيعاب أكثر من 2000 جندي وضابط، بالإضافة إلى مئات الموظفين المسؤولين عن النقل والخدمات اللوجستية في المنطقة الشمالية. وقد افتُتحت القاعدة بحلتها الجديدة في عام 2021.
أحد الجوانب الهامة لعملية التجديد هو إنشاء مركز صيانة ضخم للشاحنات، يُعد واحدًا من أكبر المراكز في الجيش الإسرائيلي. كما تم تعزيز البنية التحتية للقاعدة بأنظمة طاقة شمسية حديثة، ما يساهم في تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز كفاءة التشغيل.
وفي ظل التصعيد العسكري الحالي، تواصل إسرائيل استهداف مواقع متعددة في لبنان، خاصة تلك المرتبطة بحزب الله، إذ تكثف قصفها على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى.
تأتي هذه الهجمات ضمن سياق تبادل القصف المستمر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة، حيث قُتل أكثر من 3300 شخص في لبنان، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، معظمهم من المدنيين.
هذا التصعيد يعزز أهمية القواعد العسكرية مثل "عاموس"، التي تُستخدم كمراكز دعم لوجستي حيوي في مواجهة التهديدات الإقليمية.