تاريخ الصراع بين الهند وباكستان.. النووي يهدد العالم
تاريخ الصراع بين الهند وباكستان.. النووي يهدد العالم

صباح الأربعاء 7 مايو 2025، تجدد التوتر المزمن بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، بعد تبادل القصف الحدودي العنيف، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا في باكستان، وفق ما أعلنته إسلام آباد.
في المقابل، أكدت الهند أنها نفذت "ضربات دقيقة" تستهدف ما وصفته بـ "البنية التحتية للإرهاب".
التصعيد الجديد يعيد إلى الواجهة تاريخًا داميًا من الصراعات العسكرية والسياسية بين البلدين، زادت خطورته بعد امتلاك الطرفين للسلاح النووي، في نزاع يعد من أخطر النزاعات الجيوسياسية المستمرة في العالم.
جذور الانقسام قادت أول شرارة
ترجع جذور العداء إلى عام 1947، حين تم تقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين مستقلتين هما الهند وباكستان، بعد نهاية الحكم البريطاني، ومنذ تلك اللحظة، اشتعل الخلاف حول منطقة كشمير، التي أصبحت جوهر النزاع بين البلدين.
الحرب الأولى 1947 – 1948.. بداية النزيف
اندلعت أول حرب شاملة بين البلدين فور إعلان التقسيم، بسبب النزاع على كشمير، انتهت الحرب بعد تدخل الأمم المتحدة وتوقيع اتفاق كراتشي في 1949، الذي رسم خط وقف إطلاق النار.
الهند احتفظت بجامو وكشمير، بينما سيطرت باكستان على ما عرف بـ آزاد كشمير وجيلجيت بالتستان.
الحرب الثانية 1965: عملية جبل طارق وتوسع المعارك
في عام 1965، حاولت باكستان استغلال الاضطرابات في كشمير وأطلقت عملية جبل طارق بهدف السيطرة على المنطقة، ما دفع الهند للرد بهجوم شامل على الجبهة الغربية.
المعارك استمرت 17 يومًا وأدت إلى خسائر كبيرة للطرفين، وفي مطلع 1966، وقع إعلان طشقند الذي أنهى الحرب مؤقتًا، ودعا لعودة القوات إلى مواقع ما قبل النزاع.
الحرب الثالثة 1971: ولادة بنغلاديش
شهد عام 1971 تدخل الهند في الأزمة السياسية داخل باكستان الشرقية ما سمي حاليًا بنغلاديش، حيث دعمت حركة الاستقلال هناك، الرد الباكستاني جاء بشن هجوم على مواقع هندية، لتشتعل حرب ثالثة انتهت بانفصال شرق باكستان وولادة جمهورية بنغلاديش، وفي 1972، وقعت اتفاقية شملا، التي أعادت ترسيم الحدود عبر "خط السيطرة" في كشمير.
حرب كارجيل 1999.. مواجهة في قلب الجبال
في صيف 1999، تسللت قوات باكستانية إلى منطقة كارجيل في كشمير، ما أدى إلى اندلاع مواجهة عسكرية مع القوات الهندية، استمرت عدة أسابيع. وبضغط من المجتمع الدولي، انسحبت باكستان من المناطق المحتلة، رغم انتهاء الحرب، تواصلت الاشتباكات المتفرقة، لتبقى الحدود في كشمير جبهة مشتعلة.
النووي يدخل على خط الأزمة
في أواخر التسعينيات، دخل السلاح النووي رسميًا إلى المعادلة. الهند أجرت أول تجاربها النووية عام 1974، ثم تبعتها باكستان بسلسلة تجارب في 1998.
منذ ذلك الحين، أصبحت كل مواجهة بين الطرفين محفوفة بمخاطر كارثية، في ظل سياسة "الردع النووي المتبادل"، التي تمنع الحرب الشاملة ولكن لا تمنع التصعيدات المحدودة.
واليوم، وبعد أكثر من سبعة عقود من الانقسام، ما تزال كشمير بؤرة اشتعال مستمرة، أي قصف حدودي يمكن أن يتحول إلى حرب شاملة، قد تتطور إلى مواجهة نووية تهدد السلم العالمي.