جندتهم ميليشيا الحوثي.. عشرات القتلى والجرحى المهاجرين الإثيوبيين في اليمن

لقي عشرات القتلى والجرحى المهاجرين الإثيوبيين في اليمن مصرعهم والذين جندتهم ميلشيا الحوثي الإرهابية

جندتهم ميليشيا الحوثي.. عشرات القتلى والجرحى المهاجرين الإثيوبيين في اليمن
صورة أرشيفية

خلال سنوات نشرت الكثير من المعلومات والحقائق حول استغلال ميليشيات الحوثي الانقلابية المهاجرين غير الشرعيين الواصلين إلى مناطقهم وزجت بهم في المعارك الخاسرة وراح ضحيتها العشرات من المهاجرين الأفارقة.

وظلت الميليشيات الحوثية تغالط تلك التقارير وتنفيها بحجة التهرب من أية التزامات أو عقوبات أممية جديدة التي تمنع تجنيد المهاجرين وتستغلهم لأهداف عسكرية.

عشرات القتلى 

وكشفت منظمة إثيوبية عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من اللاجئين الإثيوبيين المجندين إجباريا في صفوف الحوثي في الأسبوع الماضي.

وقالت عرفات جبريل رئيسة منظمة الأورومية الإثيوبية لحقوق الإنسان في تغريدة لها على تويتر اليوم: إن العشرات من اللاجئين الإثيوبيين سقطوا بين قتيل وجريح وهم يقاتلون في صفوف الحوثي بجبهتي مأرب والجوف.

وكانت ميليشيا الحوثي قد أدرجت أكثر من 114 إثيوبياً في حفلة زواج جماعي لعناصر طور التجنيد في صفوفها.

وكانت ميليشيا الحوثي قد بدأت منذُ مطلع العام الماضي (2020م)، عملية تجنيد إجباري للمهاجرين الأفارقة المتواجدين في مناطق سيطرتها، وزادت عملية التجنيد بالقوة عقب اندلاع حريق مروع في منشأة احتجاز للمهاجرين تديرها الميليشيات الحوثية في مدينة صنعاء مطلع العام الجاري، حيث هددت السلطات الحوثية المهاجرين بالسجن أو الترحيل إن لم يقاتلوا في صفوفها.

ومطلع الشهر الجاري، أقامت ميليشيا الحوثي، مهرجان عرس جماعي لـ7200 عريس وعروس بينهم أكثر من ثمانين لاجئاً ومهاجراً إثيوبياً "أورومو"، وذلك ضمن خطة الجماعة لاستقطاب مقاتلين للقتال معها، حسب الناشطة الحقوقية "عرفات جبريل".

مهاجرون في صفوف الحوثيين

وخلال السنوات الماضية تداول نشطاء يمنيون وأفارقة على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر عشرات القتلى من المهاجرين الذين سقطوا في جبهات القتال الحوثية.

مخطط الحوثيين

وتعليقاً على تجنيد ميليشيا الحوثي للمهاجرين،قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني: إن "‏قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بتجنيد اللاجئين الأفارقة والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الإفريقي واستغلالهم في أعمال قتالية تستهدف أمن واستقرار اليمن ودول الجوار وتهديد المصالح الدولية، جريمة حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية".

وأضاف في تصريح نشرته وكالة "سبأ" الرسمية: أن "‏ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تلجأ بكل وضوح إلى اللاجئين الأفارقة لتغطية عجزها في المقاتلين بعد نفاد مخزونها البشري جراء الخسائر الثقيلة التي تلقتها بمختلف جبهات القتال وعلى وجه الخصوص (مأرب، الجوف، البيضاء)، وعزوف أبناء القبائل عن الرضوخ لضغوطها والاستجابة للدعوات التي تطلقها للنكف القبلي".

‏ودعا وزير الإعلام "المنظمات الدولية المعنية باللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وكافة نشطاء حقوق الإنسان لإدانة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، والضغط لوقف استخدامهم في أعمال قتالية واستخدامهم وقودا للمخططات الإيرانية ومعاركها العبثية في اليمن والمنطقة".

تجنيد الأفارقة

وخلال الأشهر القليلة الماضية زادت من وتيرة تجنيد الأفارقة في ظل المعارك في محافظة مأرب؛ إذ شهدت منازل وأحياء الجالية الإثيوبية، أعمال ترويع غير مسبوقة، بعد أن شن عناصر ميليشيات الحوثي، اقتحامات عدة، بعضها ليلية أسفرت عن اعتقال عدد من الإثيوبيين بتهم كيدية.

وتستخدم ميليشيات الحوثي طريقتين لاستقطاب الإثيوبيين للقتال ضمن صفوفها: الأولى تتمثل في الترغيب من خلال تقديم وعود بالحصول على المال، فيما الأخرى تتم عبر الاعتقال باستخدام القوة.

وتخضع ميليشيات الحوثي  المجندين لدورات تعبئة "نفسية" يتم خلالها تقديم وعود بالحصول على مزايا مالية لا حصر لها، قبل إدخالهم في دورة قتالية تمتد لأسابيع.

وتعترف ميليشيات الحوثي بتجنيد الأفارقة ضمن صفوفها من خلال مواكب التشيع التي تنظمها لقتلها، لكن عدد المجندين الملتحقين في صفوفها لم يعرف تحديدا؛ إذ تحيط الميليشيات المدعومة من إيران أعدادهم بجدار من السرية، خشية التبعات الحقوقية والقانونية.

وتنشر ميليشيات الحوثي بين حين وآخر صورا لأشخاص لقوا حتفهم في معارك القتال الدائرة في البلاد، بأسماء إفريقية مضاف إليها شعار الحركة الإرهابية والكنيات التي تطلقها على عناصرها الصرعى.