تقرير جديد للعفو الدولية: إسرائيل لا تزال تمارس الإبادة الجماعية في غزة رغم الهدنة

تقرير جديد للعفو الدولية: إسرائيل لا تزال تمارس الإبادة الجماعية في غزة رغم الهدنة

تقرير جديد للعفو الدولية: إسرائيل لا تزال تمارس الإبادة الجماعية في غزة رغم الهدنة
حرب غزة

أكدت منظمة العفو الدولية أن إسرائيل تُواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، على الرغم من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي بوساطة أمريكية، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

تحذير من وهم العودة إلى الوضع الطبيعي


وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، إن الهدوء النسبي الذي تفرضه الهدنة قد يخلق انطباعًا مضللًا بعودة الحياة إلى طبيعتها داخل القطاع، في حين لا يزال السكان يواجهون ظروفًا وصفتها بالكارثية.


وأوضحت أن السلطات الإسرائيلية خفّضت مستوى الهجمات وسمحت بمرور كميات محدودة من المساعدات الإنسانية، لكن ذلك لا يلغي استمرار السياسات التي تعتبرها المنظمة جزءًا من جريمة الإبادة الجماعية.

اتهامات إسرائيلية بالإنكار


عند طلب التعليق من وزارة الخارجية الإسرائيلية، لم يصدر رد فوري. وكانت الوزارة قد رفضت في السابق اتهامات مشابهة بشكل قاطع، ووصفت تقارير العفو الدولية بأنها باطلة ومبنية على معلومات مغلوطة.

تعريف الإبادة الجماعية ونتائج تحقيقات سابقة


وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948، تُعرّف الإبادة الجماعية بأنها أي فعل من خمسة أفعال تهدف إلى تدمير جماعة قومية أو إثنية أو دينية بشكل كلي أو جزئي.


وفي ديسمبر 2024، خلصت منظمة العفو الدولية إلى أن إسرائيل ارتكبت ثلاثة من هذه الأفعال في غزة، من بينها فرض ظروف معيشية تهدف إلى التدمير الفعلي للسكان الفلسطينيين.

استمرار القيود وغياب الدلائل على تغيير النوايا


وفي تحديث جديد، أكدت المنظمة أن إسرائيل ما زالت تفرض قيوداً شديدة على دخول الإمدادات الحيوية وإعادة الخدمات الأساسية اللازمة لبقاء السكان.


وأشارت إلى أن تراجع وتيرة الهجمات لا يعني حدوث تغيير جوهري في سياسات الاحتلال داخل القطاع، ولا يدل على تغير في نوايا السلطات الإسرائيلية.

اتهامات متبادلة وتصعيد متواصل


بعد نشر تقرير المنظمة في ديسمبر الماضي، وصفت الخارجية الإسرائيلية المنظمة بأنها جهة متطرفة، مؤكدة أن قواتها تتحرك وفق القانون الدولي للدفاع عن النفس.


ويعاني قطاع غزة دمارًا واسعًا منذ اندلاع الحرب عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي تسبب في مقتل 1,221 شخصًا.


وردت إسرائيل بحملة عسكرية استمرت عامين، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 69,799 فلسطينيًا بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وتشير الوزارة إلى أن 352 فلسطينيًا قتلوا بنيران إسرائيلية منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

اتهامات أممية بارتكاب إبادة جماعية


وفي تقرير صدر في سبتمبر 2025، خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إلى أن الإبادة الجماعية لا تزال جارية في غزة، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية ارتكبت أربعة من الأفعال الخمسة المدرجة في اتفاقية عام 1948. وتشمل هذه الأفعال القتل، وإلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير، وفرض ظروف معيشية تهدف للتدمير، ومنع الولادات أو نقل الأطفال قسرًا.


وأمرت محكمة العدل الدولية العام الماضي إسرائيل باتخاذ إجراءات فورية لمنع التحريض العلني والمباشر على ارتكاب الإبادة الجماعية.

تداعيات إنسانية مستمرة


وقالت كالامار إن النمط المستمر لسلوك القوات الإسرائيلية، بما في ذلك عرقلة وصول المساعدات المنقذة للحياة لأشخاص مصابين أو يعانون من سوء تغذية أو مهددين بالأمراض، يهدد بقاء المدنيين ويعمق الكارثة الإنسانية داخل القطاع.