شهدت الحدود السورية الإسرائيلية واحدة من أعنف التصعيدات هذا العام، بعد معركة ليلية اندلعت خلال عملية عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية وأسفرت عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، حسبما نقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

تفاصيل العملية ومجريات الاشتباك

تحركت القوات الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة نحو منطقة قرب قرية بيت جن داخل الأراضي السورية بهدف توقيف عناصر يشتبه بانتمائهم إلى جماعة الجماعة الإسلامية، وهي تنظيم مرتبط بفكر جماعة الإخوان المسلمين وله جناح عسكري ناشط في المنطقة.

وخلال العملية، تعرضت القوة لكمين من قبل مسلحين فتحوا النار باتجاه الجنود، ما أدى إلى اشتباكات مباشرة مدعومة بإسناد جوي من المروحيات الإسرائيلية. وأفاد الجيش بأن ستة جنود من قوات الاحتياط أصيبوا خلال المواجهات، بينهم ثلاثة في حالة خطيرة.

روايات متضاربة حول حصيلة الضحايا

أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن تسعة سوريين قُتلوا خلال الهجوم، مشيراً إلى أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت النار على مدنيين في المنطقة.

بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن العملية انتهت بالقضاء على عدد من المسلحين دون تقديم تفاصيل إضافية.

سياق إقليمي متوتر وتصعيد متزايد

تنشط إسرائيل منذ سنوات في تنفيذ ضربات جوية على أهداف داخل سوريا، وتحتفظ بوجود عسكري محدود خلف خط الحدود في منطقة الجولان، ورغم هذا النشاط، نادرًا ما تتعرض القوات الإسرائيلية لإصابات داخل الأراضي السورية.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد قبل أقل من عام، احتفظت القوات الإسرائيلية بموطئ قدم داخل سوريا، غير أن نطاق العمليات البرية وعمق التوغلات يظل غير واضح، إذ تعد العملية الأخيرة من أبعد العمليات داخل الأراضي السورية في الفترة الماضية.

تصاعد حدة التوتر بين دمشق وتل أبيب

تفاقم التوتر بين الجانبين بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، إذ يطالب النظام السوري بانسحاب القوات الإسرائيلية ووقف العمليات العسكرية داخل أراضيه.

وفي المقابل، تقول إسرائيل إن وجود قواتها ضروري لمنع تكرار هجمات بحجم هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس وأشعل حرب غزة.

تزامنت المواجهة أيضًا مع تعثر محادثات الوسطاء بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى هشاشة الهدنة القائمة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

موقع العملية ومستقبل المفاوضات

وقعت الاشتباكات في منطقة بيت جن التي تبعد نحو خمسة كيلومترات فقط عن الحدود السورية الإسرائيلية، بينما لم يصدر عن الحكومة السورية أي تعليق رسمي على الحادث حتى الآن.

ورغم عدم وجود علاقات رسمية بين الطرفين، عقد مسؤولون من البلدين محادثات خلال العام الحالي بهدف التوصل إلى اتفاق عدم اعتداء، إلا أن هذه الجهود لم تحقق تقدمًا ملموسًا حتى الآن.