وثيقة الإخوان.. صراع جديد داخل أروقة الجماعة الداخلية

يضرب الصراع أروقة جماعة الإخوان الداخلية

وثيقة الإخوان.. صراع جديد داخل أروقة الجماعة الداخلية
صورة أرشيفية

أبريل 2023 هو الشهر الأبرز داخل أروقة جماعة الإخوان الإرهابية في العالم، حيث تشهد الجماعة صراعات وانحدارا داخليا وخارجيا، بداية من القبض على راشد الغنوشي في تونس واشتداد الصراع في الجماعة داخليا.

الخلاف حول المرشد العام للجماعة ما زال قائمًا بين الجبهات في التنظيمين ما زال مشتعلاً خاصة مع إلقاء المرشد صلاح عبد الحق كلمة مصورة في الشهر الحالي. 

مصادر خاصة داخل أروقة الجماعة أكدت الخلاف على الكلمة التي ألقاها عبد الحق، عن الثورة في مصر وموقع الجماعة منها، ولم تختلف كثيراً عن وثيقة الأولويات التي صدرت في أواخر عهد سلفه إبراهيم منير،  وكل منهما لم ينفِ الصراع السياسي بينما هو اختلاف حول الرؤى.

وثيقة منير تثير صراعاً داخل الجماعة

أصدر الإخوان المسلمون وثيقة الأولويات في 2022 وهي ورقات جاءت رداً على إستراتيجية وضعها جناح الجماعة الآخر، تتحدث عن إستراتيجيات ثورية دائمة، وعدم التخلي عن الصراع على السلطة، والتمسك بالمواجهة واعتبارها حتميات شرعية وتاريخية، تحت عنوان "ما قبل الرؤية"، وهما رغم التباين بينهما ببعض النقاط والأولويات إلا أنّهما متوافقتان بشكل كبير.

الوثيقة هي الأولى التي يتم تداولها بعد تصريحات القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر إبراهيم منير خلال مقابلة مع وكالة رويترز 2022، وذكر فيها أن الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة. 

ومنذ ذلك الوقت وتشتعل الجماعة حسبما أكدت المصادر داخل الجماعة حيث استبعاد المنافسة من خلال الصناديق الشريعة لم يرضَ به شباب الجماعة الذين يبحثون عن العودة لمصر والعمل السياسي من جديد. 

مجلس شورى الجماعة في منتصف 2022 أعلن أن إبراهيم منير قد أعفى نفسه من الجماعة، ولم يعد يعبر عنها أو يمثلها، وعليه فكل ما ينشره إنما هو رؤية فردية لا تعبّر عن جماعة الإخوان المسلمين وفق نص بيان رسمي، وهو ما يؤكد على وجود خلاف بين منير والجماعة، وهو نفس موقف عبد الحق حالياً. 

فيديو عبد الحق 

مرشد الجماعة صلاح عبد الحق  قال في حديث مصور يوم 13 أبريل 2023: إن الثورة وتموقع الجماعة منها، وإن السياسة واجب ديني ووطني لا يجوز التفريط فيه، لكن غاية المهمة السياسية ليست طلب الحكم، بل إصلاح الحكم، وإن كان طلبه لا يدين من يسعى إليه.

ورأى أن الجماعة شاركت في الثورة المصرية، وقدمت الكثير، ودفعت الشباب إليها، لكن الفشل الذي جرى لأنها لم تأخذ بالمسببات الحقيقية التي تحدث عنها المؤسس، وهي: أن يكون للثورة زعامة، وأن يكون لها خارطة طريق.

ويكمل عبد الحق أن تخير الظرف المناسب، واستخدام منتهى الحكمة فيه، وإنفاذه على نحو أخف ضرراً، أبلغ في الدلالة على المقصد، لذلك كانت حسابات المرشد حسن البنا حذرة ومعقدة، وأن كل خطوة تؤدي إلى التي تليها، فلا وقت للضياع، ولا وقت للتجارب.

وهو ما فتح الباب من جديد للخلاف داخل أروقة الجماعة خاصة بين جبهتي لندن وإسطنبول وجبهة الشباب الذين يرون أن عدم الثورية هو نتاج لشيخوخة المرشد الحالي عبد الحق، وأنه لا بد من ضخ دماء جديدة داخل مكتب الإرشاد، وإنهاء حالة العجز المتواجد عليها المكتب.