الأقوى منذ 21 عامًا.. أقمار ستارلينك الصناعية في اختبار أمام عاصفة شمسية عاتية.. ماذا يحدث؟
الأقوى منذ 21 عامًا.. أقمار ستارلينك الصناعية في اختبار أمام عاصفة شمسية عاتية
في تطور مثير للقلق، أعلنت شركة ستارلينك، المزود الرائد لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لشركة سبيس إكس، عن تعرض خدماتها لاضطرابات جراء أكبر عاصفة جيومغناطيسية تشهدها الأرض منذ عقدين، حيث حذرت شركة ستارلينك التابعة لشركة إيلون ماسك سبيس إكس، اليوم السبت، من "اضطراب في الخدمة"، العاصفة، التي تأتي نتيجة لنشاط شمسي غير مسبوق، قد أثرت بشكل كبير على البنية التحتية للاتصالات الفضائية؛ مما يهدد بتعطيل أنظمة الملاحة وشبكات الكهرباء على مستوى العالم.
*المستوى الخامس*
مساء الجمعة، أضاءت الأضواء القطبية الناتجة عن العاصفة الشمسية الشديدة سماء العديد من الدول، مقدمةً مشهدًا خلابًا للمتابعين، ومع ذلك، فإن الجمال الطبيعي لهذه الظاهرة يخفي وراءه تأثيرات محتملة خطيرة على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات الحيوية.
وفقًا للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن العاصفة الجيومغناطيسية قد بلغت المستوى الخامس، وهو أعلى درجة في مقياس العواصف الشمسية؛ مما يشير إلى أنها "شديدة".
وقد تأثرت تقنيات مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وشبكات الطاقة، والمركبات الفضائية، والملاحة عبر الأقمار الصناعية بشكل كبير.
*ستارلينك تحت الضغط*
تُعد شركة ستارلينك، التابعة لسبيس إكس، رائدة في مجال توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، حيث تمتلك حوالي 60% من الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدار أرضي منخفض، هذه الأقمار الصناعية، التي تُعرف بكونها صغيرة ومنتَجة بشكل شامل، تعمل بالاشتراك مع أجهزة إرسال واستقبال أرضية لتوفير تغطية الإنترنت حول العالم.
إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، أكد أن الأقمار الصناعية تواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة العاصفة الشمسية الحالية، ولكنها تظل صامدة وتستمر في العمل حتى الآن، يُشار إلى أن ستارلينك تُخطط لإطلاق ما يصل إلى 42,000 قمر صناعي لضمان تغطية الإنترنت العالمية.
تُجرى الأبحاث المتعلقة بمشروع ستارلينك، بالإضافة إلى عمليات التطوير، والصناعة، والتحكم بالأقمار في مداراتها داخل منشأة تطوير الأقمار الصناعية لشركة سبيس إكس بمدينة ريدموند في ولاية واشنطن، وتُعتبر هذه الشبكة جزءًا من مشروع طموح يهدف إلى توفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يوفرها نظام خدمة الإنترنت التقليدي.
ومن المثير للاهتمام أن الأقمار الصناعية لستارلينك تستخدم وصلات ليزر بين الأقمار الصناعية لتمرير البيانات بين بعضها البعض في الفضاء بسرعة الضوء، مما يسمح للشبكة بتوفير تغطية الإنترنت حول العالم، وقد تم تصميم هذه الشبكة لتوفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت، مع توقعات بأن تصل سرعات التنزيل إلى 1 جيجابت في الثانية عندما تُصبح الخدمة تعمل بكامل طاقتها.
وفي ظل العاصفة الشمسية الحالية، تُظهر ستارلينك مرونة كبيرة وقدرة على الصمود في وجه التحديات الطبيعية القاسية؛ مما يُعزز من مكانتها كمزود موثوق لخدمات الإنترنت الفضائي.
*التأثيرات المحتملة والاستعدادات*
تشير التقارير إلى أن العاصفة الشمسية قد تستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول مزيد من الانبعاثات الكتلية الإكليلية من الشمس.
وقد أدت العاصفة إلى تأثيرات ملحوظة في السابق، مثل انقطاعات التيار الكهربائي في السويد وتضرر المحولات الكهربائية في جنوب أفريقيا خلال "عواصف الهالوين" الشمسية في عام 2003.
وفي الوقت الحالي، تعمل السلطات ومشغلو الشبكات الكهربائية على حماية البنية التحتية بشكل أفضل لتقليل التأثير المحتمل للعاصفة. وقد أصدرت وكالة الطيران المدني الأمريكية تحذيرًا إشعاعيًا من الدرجة الأولى، وأكدت أنها لا تتوقع أي مضاعفات مهمة على الملاحة الجوية.
*النظر إلى المستقبل*
مع اقتراب الشمس من ذروة دورتها النشطة التي تستمر كل 11 عامًا، يتابع العالم بحذر تطورات العاصفة الشمسية الحالية، والتي تُعد الأشد منذ الحدث التاريخي المعروف بـ"حدث كارينغتون" في عام 1859. هذه العاصفة الشمسية، التي تُصنف ضمن الفئة الخامسة والأعلى على مقياس العواصف الجيومغناطيسية، تُعتبر نادرة ولها القدرة على التأثير بشكل كبير على الأنظمة التكنولوجية والبنية التحتية على الأرض.
العواصف الشمسية، التي تنشأ من انبعاثات كتلية إكليلية (CMEs)، تحمل معها جزيئات مشحونة ومجالات مغناطيسية قوية قادرة على التفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، عندما تصطدم هذه الجزيئات بالغلاف الجوي للأرض، يمكن أن تُحدث تغيرات في المجال المغناطيسي الأرضي؛ مما يؤدي إلى ظواهر مثل الشفق القطبي واضطرابات في شبكات الكهرباء والاتصالات.
تأثيرات العاصفة الشمسية لا تقتصر على الأضواء القطبية الخلابة فحسب، بل يمكن أن تشمل انقطاعات في الطاقة الكهربائية، تعطيل الأقمار الصناعية، واضطرابات في نظم الملاحة مثل GPS، ومع ذلك، فإن الأنظمة الحديثة قد تم تصميمها لتكون أكثر مقاومة لمثل هذه الأحداث، وتُجرى الاستعدادات لتقليل الأضرار المحتملة.
بينما يتوقع العلماء استمرار النشاط الشمسي العالي خلال الفترة القادمة، تُعد العاصفة الشمسية الحالية تذكيرًا بأهمية الاستعداد والتأهب للتأثيرات الفضائية على حياتنا اليومية والتكنولوجيا التي نعتمد عليها.
في ظل هذه الظروف الاستثنائية، تتجه الأنظار نحو السماء ليس فقط لمشاهدة الأضواء القطبية الساحرة ولكن أيضًا لمراقبة تطورات العاصفة الشمسية وتأثيرها على حياتنا اليومية وتقنياتنا المتقدمة.