سر حصار الحوثيين لتعز.. سنوات من العذاب والقهر
تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها ضد الشعب اليمني
بعد فشل المباحثات الدولية وجهود فك الحصار الحوثي عن مدينة تعز اليمنية المستمرة منذ أكثر من ٧ سنوات، تساءل الكثيرون عن سر إصرار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على حصار المدينة.
وأكد مراقبون أن إنهاء الحوثي حصارهم لتعز سيكون بمثابة رسالة بأن الميليشيا تكتب الفصل الأخير من وجودها وأن انهيارها قريب للغاية.
سر تعز
يرى الحوثيون المناطق المعادية على أنها أجزاء من البلاد يجب إخضاعها بالقوة، أو في أفضل الأحوال عزلها عن بقية اليمن.
وبحسب مصدر حقوقي، فإن رفع الحصار الذي فرضه الحوثيون على مدينة تعز منذ سبع سنوات تحول إلى إحدى القضايا المركزية في الأزمة اليمنية.
وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": إن الحصار نفسه يكشف كيف تتعامل الميليشيات المدعومة من إيران مع أجزاء كثيرة من اليمن.
وأضاف: أنهم يرون المناطق المعادية على أنها أجزاء من البلاد يجب إخضاعها بالقوة، أو في أحسن الأحوال عزلها عن بقية اليمن، هذا هو الحال مع تعز، واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في اليمن.
مأساة المحاصرين
وأكد محللون أن سكان تعز يعانون منذ ما يقرب من سبع سنوات من حصار شديد للحوثيين، يشمل قطعًا منهجيًا للطرق ومنافذ الدخول إلى المدينة وتقسيمها إلى قسمين.
جزء حيث يعيش غالبية السكان، يخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، والجزء الثاني هو المكان الذي توجد فيه معظم الشركات الصناعية والتجارية.
وأكد مصدر أمني عربي أن هذا ما يريده الحوثيون أن يبقوه تحت سيطرتهم بعد أن فشلوا في الحفاظ على سيطرتهم على المدينة بأكملها بسبب الاحتجاجات الشعبية والمقاومة التي واجهوها في أحيائها وشوارعها.
وتابع: إنه بالإضافة إلى الاعتبارات العسكرية والاقتصادية، قد تفسر جوانب أخرى سبب إصرار الحوثيين على منع الوصول إلى المدينة، في توضيح صارخ لعقليتهم التي ترفض فكرة المصالحة مع الآخرين.
وبحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، فقد تدهورت أوضاع السكان نتيجة منع الوصول إلى السلع والأدوية والمواد الغذائية. لقد تحولت الطرق الوعرة إلى مصائد موت لأي مسافر ومركبات تغامر معهم.
تناقض حوثي
وأكدت الصحيفة أن الحوثيين لا يترددون في التناقض عندما يطالبون برفع الحصار المزعوم عن مطار صنعاء وميناء الحديدة لاعتبارات إنسانية، بينما يفرضون هم أنفسهم في الوقت نفسه حصاراً حول أكبر مدينة يمنية من حيث الكثافة السكانية، فلا يمكن وصف حصارهم لتعز إلا بأنه جريمة حرب غير إنسانية.
وتابعت: إنه رغم موافقة الحكومة اليمنية على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة تماشيا مع اتفاق الهدنة الذي رعته الأمم المتحدة، رفض الحوثيون حتى الآن الموافقة على احترام البنود المتعلقة بفتح الوصول إلى تعز.
لقد فعلوا الشيء نفسه مع العديد من الأسئلة الإنسانية التي أبقوا دون حلها عندما لم يكن في مصلحتهم، سياسيًا أو عسكريًا.
كما أنها تشكل تحديا كبيرا على طريق الحل السياسي للأزمة اليمنية، فإن القضايا الإنسانية تمثل تحديا مباشرا لجهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي نهاية المطاف، أصبح رفع حصار الحوثيين عن تعز بمثابة اختبار لاحتمال تمديد الهدنة الأممية، إضافة إلى كونها ضرورة إنسانية.
والفشل في هذا الاختبار لن يبشر بالخير لسلام طويل الأمد في بلد يحتجزه الحوثيون وقناصتهم وميليشياتهم، الذين يخنقون المدن ويفرضون مشقة لا نهاية لها على السكان المدنيين.