حرب شوارع بين طرفين متنازعين في السودان، التي شهدت أصعب أسبوعين على مدار تاريخها، حيث تنازع قوتان مسلحتان في صراع على السلطة.

قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش بقيادة البرهان وصلا لمرحلة المواجهات المسلحة والتي وصفها الجميع بأنها أشبه بحروب الشوارع والعصابات، ومع كل هدنة يتم وضعها تفك الهدنة سريعاً، حيث لا تتنظر ساعات ويكون إطلاق النيران عاد من جديد.

سيناريوهات إطالة الحرب

مخاوف دولية مما يحدث في السودان وكيف سيكون على خريطة الصراعات في العالم الذي يتشكل حالياً، وكيف أن تؤدي حرب طويلة الأمد بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط المضطربة بالفعل.

العاصمة الخرطوم  تحولت إلى ساحة من الدماء نتيجة الحرب، وفي الوقت الذى يسعى فيه الجميع للهدنة والحلول السلمية تشهد الخرطوم القصف المدفعي والضربات الجوية والصراع في أماكن أخرى، مثل منطقة دارفور الغربية.

وتمت عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر ودول أخرى، وأشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس، السبت، إلى وجود مؤشرات على مزيد من الانفتاح على التفاوض، لكنه قال إن الخرطوم شهدت تجدد القتال، وسط حالة من محاولات لإنهاء الحرب سريعاً بعدما شهد العالم حرب روسيا وأوكرانيا طويلة الأمد وكيف أثرت على اقتصاد العالم والسودان تعتبر سلة غذاء العالم في الأساس لما بها من مزارع تورد الطعام للدول الأخرى.

وأعلن كل من حميدتي والبرهان استبعادهما فكرة التفاوض المباشر في تصريحات علنية منذ بدء القتال، وستكون مخاطر الصراع وخيمة بالنسبة للسودان والدول السبع المجاورة له، والتي قد يتزعزع استقرارها بسبب الصراع في بلد له تاريخ من الحروب الأهلية، ومنها الحرب التي استمرت عقوداً وانتهت بانفصال جنوب السودان في عام 2011.

الاتفاق الإطاري

تصاعد التوتر منذ أشهر بين حميدتي والبرهان حول كيفية دمج قوات الدعم السريع البالغ عددها نحو مائة ألف في الجيش السوداني، بموجب اتفاق إطاري مدعوم دولياً يفضي لتشكيل حكومة مدنية.

ويقول المحلل السياسي السوداني محمد إلياس: إن العالم حالياً يسعى جميعاً إلى الهدنة الحقيقية بين قوات حميدتي وقوات البشير، وذلك حتى يتسنى للجميع التفاوض لمنع الحرب طويلة الأمد والتي من شأنها أن تخنق منطقة الشرق الأوسط بالكامل اقتصادياً وسياسياً.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن استقرار الوضع لن يأتي عبر انتصار طرف على الآخر، ولا بد من التوصل إلى نوع من اتفاق سلام كبير، والسيناريو يكون وجود احتمال حتى ولو ضئيل لإيجاد حل قصير الأجل من شأنه إيقاف القتال بشكل دائم.

وأكد إلياس أن السودانيين ناضلوا من أجل الحكم المدني من عودة العهد الماضي وأنصار البشير إلى الحكم، وأن تتيح الفوضى للجيش إحكام قبضته على السلطة إلى جانب عودة أفراد من حكومة البشير إلى الواجهة.