ليس في رفح.. تحركات السنوار تُربك المعادلات الإسرائيلية

ليس في رفح.. تحركات السنوار تُربك المعادلات الإسرائيلية

ليس في رفح.. تحركات السنوار تُربك المعادلات الإسرائيلية
يحيي السنوار

في تطور جديد للأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير تفيد بأن يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، ليس مختبئًا في رفح كما كان يُعتقد سابقًا، بدلاً من ذلك، تشير المعلومات الاستخباراتية الحديثة إلى أنه قد يكون موجودًا في أنفاق حول خان يونس.

*التحركات الإسرائيلية*

في تصريحاته الأخيرة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الأهمية القصوى التي توليها إسرائيل للعمليات العسكرية في منطقة رفح، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة تُعد محورًا استراتيجيًا في الصراع الدائر، وفقًا لنتنياهو، فإن القضاء على القيادات العليا لحركة حماس يُمثل هدفًا جوهريًا في الجهود الحربية الإسرائيلية، وهو ما يُعد جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية العامة للدولة.

على الرغم من التحديات الاستخباراتية، وعدم القدرة على تحديد موقع يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، بدقة مطلقة، إلا أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية الأخيرة تُشير إلى احتمالية تواجده في منطقة خان يونس، الواقعة شمالي رفح.

هذه المعلومات تُعطي دلالة على أن السنوار قد يكون يستخدم شبكة الأنفاق المعقدة التي تُعرف بها المنطقة كوسيلة للتحرك والاختباء، مما يُعقد من مهمة تحديد موقعه بشكل دقيق، وتُظهر هذه التطورات مدى الأهمية التي تُوليها القيادة الإسرائيلية للعمليات العسكرية في رفح والمناطق المحيطة بها.

*الوضع العسكري لحماس*

العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تم تنفيذها في رفح قد أحدثت تغييرات ملحوظة في توزيع القوى على الأرض، حيث أدت إلى نزوح العديد من مقاتلي حماس شمالاً، بعيدًا عن الضغط المباشر للجيش الإسرائيلي، وعلى الرغم من الإعلانات الإسرائيلية عن تفكيك عدد كبير من كتائب حماس، إلا أن المقاتلين أظهروا قدرة على التكيف مع الظروف الجديدة، حيث تمكنوا من إعادة تجميع صفوفهم وتنظيم صفوفهم من جديد.

بحسب مراقبون، فإن هذه القدرة على إعادة التجمع تشير إلى مرونة التنظيم وقدرته على الاستمرار في العمليات رغم الضربات العسكرية، ومع ذلك، تُظهر التقارير أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية، على الرغم من كونها ملموسة، كانت قصيرة الأجل، وذلك بسبب غياب استراتيجية دبلوماسية فعالة تدعم الجهود العسكرية وتُسهم في تحقيق أهداف طويلة الأمد.

يُعتبر هذا الوضع تحدياً لإسرائيل، حيث يُظهر أن الحلول العسكرية وحدها قد لا تكون كافية لتحقيق الأمن المستدام والاستقرار في المنطقة، ويُبرز الحاجة إلى مقاربات شاملة تجمع بين العمل العسكري والجهود الدبلوماسية.

التأثير على حماس:

العمليات العسكرية الإسرائيلية أثرت بشكل كبير على قوة حماس العسكرية، حيث يُعتقد أن حوالي 70 إلى 80 بالمائة من ترسانة صواريخ حماس قد تم تدميرها، ومع ذلك، تظل حماس قادرة على مواصلة القتال، مستفيدة من شبكة أنفاقها التي تُعد تحديًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي.

ويبقى الوضع في غزة متوترًا، مع استمرار العمليات العسكرية والتحركات الاستراتيجية من كلا الجانبين، وفي ظل الأنباء المتضاربة حول مكان السنوار، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل الصراع والتأثيرات المحتملة على الاستقرار الإقليمي.

*السنوار حر والشواطئ الإسرائيلية مهجورة*

وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على الأوضاع المتوترة في قطاع غزة، مع تحليلات تشير إلى أن حركة حماس لا تزال صامدة رغم الضغوط، ويُعتقد أن يحيى السنوار، قائد الحركة، قد يظهر علنًا، بينما تبقى الشواطئ الإسرائيلية مثل زيكيم مهجورة.

في تقرير للقناة الـ13، يُعلق الصحفي آري شبيط على مرور أكثر من نصف عام على النزاع في غزة، ملاحظًا أنه على أعتاب عيد الفصح، الذي يُعد رمزًا للحرية، لم تتزعزع قوة حماس، ولا يزال الأسرى بعيدين عن الحرية، ولم تُعاد قوة الردع الإسرائيلية كما كان متوقعًا، ولم يتم إعادة بناء المناطق المحيطة بغزة، مما يُعد نتيجة غير مرضية.

شبيط، الذي كان يؤمن سابقًا بضرورة استخدام الضغط القوي لتحرير الأسرى، يرى الآن أنه لا بد من دفع تكاليف باهظة لإنهاء الوضع في غزة والتحضير للتحديات الأكبر في الشمال والمواجهة مع إيران.

من جهته، يُعلق داني كوشمارو، مقدم البرامج السياسية في القناة الـ12، على الوضع بقوله: إن السنوار قد يتمتع بحرية التجول تحت الشمس، في حين تبدو شواطئ مثل زيكيم خالية، وتُركت بلدات النقب الغربية والحدود الشمالية دون سكان، مع وجود الآلاف من الإسرائيليين في حالة عدم يقين بشأن العودة إلى منازلهم.