فشل المبادرة الفرنسية في لبنان.. يبدد أحلام اللبنانيين لإرضاء تركيا وإيران

فشل المبادرة الفرنسية في لبنان.. يبدد أحلام اللبنانيين لإرضاء تركيا وإيران
صورة أرشيفية

جاء إعلان مصطفى أديب، عن تنحيه عن ملف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، ليضع أحلام اللبنانيين في مهب الريح، ولينذر باستمرار أزمة الفرقة السياسية، مع إصرار حزب الله وحركة أمل على حقيبة وزارة المالية، وأن يكون لهم اليد الطولى في التشكيل، كما أن إعلان التنحي يعني فشل مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الوصول لحل سلمي يضع حداً للأزمة السياسية والاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها لبنان.

لبنان يخسر الرهان على مبادرة الرئيس الفرنسي

وقال نضال علي، مواطن لبناني، 37 عاماً، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الشعب اللبناني راهن على مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإن كانت الأطراف سعت لتحقيق تلك المبادرة وساعدت مصطفى أديب لكنا توصلنا لحل توافقي، يضمن تشكيل حكومة تشمل جميع الطوائف قادرة على حل الأزمة.

وتابع نضال: إنه في حال صارت المفاوضات في تشكيل الحكومة كما يجب ووفقاً لمبادرة ماكرون، كان هناك رهان أن تحصل لبنان على حصتها السنوية من صندوق النقد الدولي والتي تبلغ قيمتها تقريباً أكثر من 900 مليون دولار أميركي، فضلاً عن إعادة المفاوضات بين المصرف اللبناني ووزارة المالية وصندوق النقد عقب الخسائر التي تكبدها القطاع المصرفي، والتي تسببت في ضياع أموالنا معها.

حزب الله وحركة أمل يسعيان لتدمير لبنان

ومن ناحيته قال كارلوس أرمين، مواطن لبناني، 42 عاماً، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، تنحي مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، صدمة أصابت الجميع، لافتاً أن الشعب اللبناني انتظر تشكيل حكومة لحل الأزمات التي باتت تتراكم علينا يوماً بعد يوم.

وتابع أرمين: إن إصرار حركة أمل وحزب الله على حقيبة وزارة المالية، لا يعني سوى أن لهم أهدافاً من استكمال سيناريو سرقة أموال اللبنانيين، وضخها على ميليشياتهم، ولا يفرق معهم إن جاع الشعب اللبناني أو اختفت لبنان من الخريطة، فانتماؤهم ليس لأرض لبنان، بل لمرشد إيران وحليفه التركي أردوغان، فلديهم أهدافهم الاستعمارية التي باتوا ينفذونها من خلال إسقاط الأنظمة العربية والشعوب واحداً بعد الآخر.

انهيار لبنان ينذر بتدخلات أجنبية

وفي السياق ذاته أوضح محمد الرز، كاتب سياسي لبناني، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن تدخل فرنسا لحل الأزمة اللبنانية، لديه أبعاد سياسية، وليس فقط حل الأزمة المصرفية التي ضربت لبنان، ولكنه مدخل للقضايا التي تتعلق بالنفط وغاز البحر المتوسط، إلى جانب تقويض تحركات تركيا في المنطقة العربية والتي تربطها علاقات تاريخية بفرنسا، فيكون لها دور إلى جانب أميركا وروسيا. 

وتابع الرز: إن الرهان على مبادرة الرئيس الفرنسي، كان هدفه إعادة تقويم الوضع اللبناني، وإنهاء حالة الفساد التي تغرق فيها لبنان، أن يعود مرة أخرى لنهضته الاقتصادية والاجتماعية.

وكشف الرز، أن اللبنانيين فوجئوا بوجود تحركات لجماعات تركية قامت بأعمال إرهابية وأشعلت سلسلة حرائق، تواكب معها مواقف معرقلة لجماعات الثنائي الشيعي الذي خالف تعهداته للرئيس ماكرون وتنكر للمساعي المصرية وتعنت في مطالبته بوزارة المالية وفي تسمية كل الوزراء الشيعة، ما دفع مصطفى أديب للتنحي عن تشكيل الحكومة.

وحذر الرز، من أن هذا الوضع ينذر بتفاقم الأوضاع داخل لبنان، وأن البلاد قد تشهد مزيداً من الانهيار الاقتصادي نتيجة استمرار الاحتجاجات بالميادين وتعطل الحياة، إلى جانب الصدامات ذات الطبيعة الطائفية والمذهبية؛ ما يفتح الباب أمام التدخل الأجنبي بالشأن اللبناني.

الصراع الأميركي الإيراني وراء تنحي أديب

فيما اعتبرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، هو السبب في فشل رئيس الوزراء اللبناني المكلف السابق مصطفى أديب في تشكيل حكومة جديدة، بعد شهر تقريباً من المفاوضات الفاشلة لتشكيل الحكومة في ظل إصرار الثنائي الشيعي الموالي لإيران "حزب الله وحركة أمل" على تسمية الوزراء الشيعة، اعتذر أديب الذي أصر على تشكيل حكومة اختصاصية، عن مهمة تشكيل الحكومة أمس السبت.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن الصراعات العالمية طغت على جهود تشكيل الحكومة، لبنان وجد نفسه محاصراً بين واشنطن التي ترغب في تدمير اقتصاد إيران، وطهران التي تصر على احتفاظ حلفائها الشيعة بوزارة المالية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى عزل إيران من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليها وعلى وكلائها في المنطقة، حيث تتهم واشنطن إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه الأخيرة التي تقول إن برنامجها النووي لاستخدامات سلمية.