هدنة الـ60 يومًا على الطاولة.. مفاوضات متعثرة وتهديدات إسرائيلية باجتياح غزة

هدنة الـ60 يومًا على الطاولة.. مفاوضات متعثرة وتهديدات إسرائيلية باجتياح غزة

هدنة الـ60 يومًا على الطاولة.. مفاوضات متعثرة وتهديدات إسرائيلية باجتياح غزة
ح

تتسارع الجهود الدبلوماسية في المنطقة في محاولة حثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتيح الإفراج عن من تبقى من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وذلك في ظل تهديدات إسرائيلية متزايدة بشن هجوم عسكري واسع النطاق على كامل أنحاء القطاع، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وتابعت، أنه ورغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل وحركة حماس تواصل تبادل التصريحات بشأن تقدم أو تعثر مفاوضات التهدئة، إلا أن الرسائل العلنية المتضاربة التي صدرت عن الأطراف الثلاثة في الأيام الأخيرة ساهمت في تعميق حالة الغموض حول مدى قرب التوصل إلى اتفاق فعلي، حتى مع تصاعد الضغط من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

هدنة مؤقتة مقابل الإفراج عن الرهائن

وبحسب مسؤولين مطلعين على سير المحادثات – تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم لعدم حصولهم على تفويض بالتصريح علنًا – فإن الاقتراح الجاري تداوله حاليًا يشبه في خطوطه العريضة اتفاقيات سابقة، من بينها اتفاق هدنة امتد لشهرين وانهار في مارس الماضي.

ويتضمن العرض المقترح اتفاقًا على هدنة مدتها 60 يومًا، تطلق خلالها حماس سراح نحو 10 رهائن أحياء، إلى جانب تسليم نصف جثامين الرهائن الذين توفوا لديها، مقابل إفراج إسرائيل عن عددٍ من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، وفقًا لما نقله اثنان من المسؤولين الإسرائيليين، ومسؤول غربي، وشخص رابع مطلع على سير التفاوض.

وخلال فترة الهدنة المقترحة، يفترض أن تتفاوض إسرائيل وحماس على شروط التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وتسعى حماس إلى الحصول على ضمانات واضحة بأن هذه المفاوضات ستنتهي بوقف شامل للحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل، بحسب المسؤولين.

شروط إسرائيلية تصطدم برفض حماس

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه مستعد لوقف مؤقت لإطلاق النار، غير أن الشروط التي يضعها لإنهاء الحرب تعتبرها حماس مرفوضة وغير قابلة للنقاش. 

ومن بين هذه الشروط: نزع سلاح الحركة بشكل كامل، ومغادرة قادتها قطاع غزة إلى المنفى، وهي مطالب قوبلت بالرفض القاطع من قبل قيادة حماس.

وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تهديدها بشن هجوم بري واسع في غزة، فإنها تواجه انتقادات متزايدة حتى من أقرب حلفائها مثل: بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وكانت إسرائيل قد منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع – بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية – لأكثر من شهرين، قبل أن تسمح بدخول محدود لبعض الإغاثة الأسبوع الماضي.

نتنياهو تعهد بأن يؤدي الهجوم البري المرتقب إلى القضاء الحاسم على حماس، رغم أن الحركة ما تزال تشن مقاومة شرسة بعد أكثر من 18 شهرًا من الحرب. 

وفي المقابل، تطالب عائلات الرهائن داخل إسرائيل بالتوصل إلى هدنة فورية تضمن عودة أحبائهم.

حصيلة ثقيلة للحرب والرهائن في قلب المأساة

اندلعت الحرب الحالية في السابع من أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجومًا مفاجئًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر نحو 250 آخرين. 

ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 53 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية التي لا تميز بين الضحايا المدنيين والمقاتلين.

وفي أحدث المجازر، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أكثر من 70 شخصًا قتلوا يوم الإثنين وحده نتيجة القصف الإسرائيلي.

تصريحات متناقضة تزيد المشهد تعقيدًا

وفي خضم المفاوضات الجارية، صدرت تصريحات متناقضة من جميع الأطراف المعنية.
 يوم الإثنين، ذكرت قناة الأقصى التابعة لحماس أن الحركة وافقت على اقتراح لوقف إطلاق النار قدمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلا أن ويتكوف سارع إلى نفي ذلك بشكل قاطع، قائلاً لموقع أكسيوس: إن ما رآه من جانب حماس كان مخيبًا للآمال وغير مقبول تمامًا.

وفي مساء اليوم نفسه، أعلن نتنياهو عن أمله في إحراز تقدم قريب في المحادثات، لكنه عاد لاحقًا وأوضح أن حديثه كان مجازيًا، محمّلاً حماس مسؤولية الجمود في المفاوضات.

أما يوم الثلاثاء، فأعاد المسؤول في حماس باسم نعيم التأكيد على موقف الحركة، وقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي: نعم، الحركة وافقت على اقتراح السيد ويتكوف، مضيفًا: أن حماس تنتظر رد إسرائيل.

قنوات خلفية وتدخلات إقليمية ودولية


تتم المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر وسطاء، إذ يرفض الطرفان التفاوض المباشر. وقد تولى عدد من مسؤولي الاستخبارات في دول الشرق الأوسط، إلى جانب مسؤولين في الإدارة الأميركية، إدارة عملية التفاوض غير المباشرة، بمساعدة دول مثل قطر التي تستضيف قيادات سياسية من حماس، ومصر التي تشترك في حدود مع غزة.


ومن اللافت أن إدارة ترامب – التي باتت أكثر انخراطًا في الملف – تجاوزت إسرائيل في بعض الحالات، وفتحت قناة اتصال مباشرة مع حماس للتفاوض على إطلاق سراح إدن ألكساندر، آخر رهينة أميركي حي، وتمكنت من التوصل إلى اتفاق بشأنه هذا الشهر.

وكانت إسرائيل وحماس قد توصلتا في يناير إلى اتفاق متعدد المراحل لوقف إطلاق النار، كان من المفترض أن ينهي الحرب ويؤدي إلى الإفراج عن جميع الرهائن، إلا أن إسرائيل أنهت تلك الهدنة في منتصف مارس بسبب تعثر المفاوضات بشأن المرحلة التالية من الاتفاق.

دور جديد لوسيط فلسطيني- أميركي مقرب من ترامب

وفي تطور حديث، كشفت مصادر إسرائيلية، أن بشارة بحبح، وهو أميركي من أصل فلسطيني دعم حملة ترامب الانتخابية، يعمل حاليًا على التوسط للتوصل إلى اتفاق تهدئة جديد بين إسرائيل وحماس نيابة عن ويتكوف. لكن أحد المسؤولين الإسرائيليين أشار أن العرض الذي قدمه "بحبح" إلى حماس يختلف بشكل كبير عن الأطر السابقة التي كانت الولايات المتحدة قد دعمتها والتي كانت مقبولة لدى إسرائيل.

هذه التصريحات المتضاربة والوساطات المتعددة، وغياب الوضوح، جعلت مشاعر الأمل والإحباط تتناوب على الفلسطينيين في غزة الذين يواجهون أوضاعًا كارثية، وعلى عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يعيشون حالة من القلق المستمر.

وكتبت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان الذي اختطف خلال هجمات حماس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متهمة نتنياهو بممارسة ما وصفته بـ "الإرهاب النفسي" عبر تصريحاته المتناقضة: "لقد سئمت، فقط أعيدوا لي ابني .