كيف دمر الحوثيون حياة الملايين في اليمن وتربحوا من الأزمة؟

دمر الحوثيون حياة الملايين في اليمن وتربحوا من الأزمة

كيف دمر الحوثيون حياة الملايين في اليمن وتربحوا من الأزمة؟
صورة أرشيفية

سنوات مرت منذ أن سيطر الحوثيون على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، ومنذ سيطرتهم وأصبح كل بيت في اليمن يحمل رواية تعكس أهوال حكم الحوثي وميليشياته، وكيف تحولت حياة الملايين إلى جحيم حقيقي وكابوس ينتظرون أن ينتهي ويعيشون على أمل عودة الأحوال إلى ما كانت عليه.
 
منسيون

صحيفة "الغارديان" البريطانية، التقت عددا من اليمنيين للكشف عن أهوال الحرب، وماذا جنت البلاد بعد سنوات من اعتداء الحوثيين على العاصمة صنعاء، هادي مواطن يمني مقيم في صنعاء قال: "لقد عدنا إلى العصور القديمة، جميع المدن بلا كهرباء، نعيش على ضوء الشموع وفوانيس الغاز التي استخدمها أسلافنا، وتابع عندما ينفد الغاز في المنزل، تلجأ العائلات إلى قطع الأشجار لحرقها في مواقد الحطب، لا توجد مياه نظيفة للشرب، كل يوم، يصطف الأطفال وكبار السن مع القدور في صهاريج تبرع بها أحد فاعلي الخير، وأضاف "يمكنك أن ترى الفقر أينما تتجه، حيث فقد المواطنون وظائفهم وسبل عيشهم، وأصبحوا فقراء وتتشاجر النساء والأطفال على بقايا أكوام القمامة، العائلات تنام في الخارج، يتم نقل الناس إلى مخيمات بائسة على مشارف المدن وتركوا هناك، هجرهم العالم، منسيين.

ثراء أتباع الحوثي

وبحسب الصحيفة، فإنه في وسط هذا البؤس الكامل، ظهر عالم مختلف تماما من خلال واحدة من الفيلات الجديدة التي تمتد جدرانها الأسمنتية على عدة شوارع، والمرتفعات الفخمة المتلألئة في الشوارع الخلفية المتربة، ومراكز التسوق المترامية الأطراف، ومحطات الوقود الجديدة، وتبادل العملات، والمدارس الخاصة والمستشفيات - وكلها ممولة من عائدات وطنية مسروقة، هذا هو عالم الأثرياء الجدد، والمستغلون من الحرب، وأباطرة الأسواق الخفية، وأقارب ميليشيات الحوثي، النخب تثري نفسها على حساب الملايين من الجوعى في اليمن، وهذا بالضبط هو سبب حرصهم الشديد على استمرار هذه الحرب لأطول فترة ممكنة.


 
حياة مرعبة

من جانبها، تقول مريم: ندوب الحرب لا تزول، يبقون في أرواحنا وذاكرتنا، إنهم لا يزالون على قيد الحياة في ذكرى كل أولئك الذين عانوا من الحرب وعانوا من تدميرها، أولئك الذين فقدوا أحباءهم، وتابعت: "لا يمكنك أن تنسى رعب هذه الحرب أو مأساتنا لمجرد أن العالم يريد أن يسدل الستار عليها لإخفاء الضحايا ومكافأة الجلادين".

لا أنسى أطفالي

في السياق ذاته، تقول سمية أحمد سعيد، من مدينة تعز جنوب غربي اليمن: "في 20 أغسطس 2015، في تمام الساعة 4:30 مساءً، استهدفت ميليشيا الحوثي مجموعة من الأطفال يلعبون بجوار متجر مملوك لزوجي، محمد قاسم رشيد الخدمي، في حي الضبوع في تعز، وقُتل ثلاثة من أبنائنا وهم -أسيد محمد قاسم رشيد الخدامي، 8 أعوام، ورحمة محمد قاسم رشيد الخدامي، 6 أعوام، وعز الدين محمد قاسم راشد الخدامي- وكذلك والدي أحمد علي أحمد الخدامي (50 عاما) وعدد من أطفال الحي".

وتابعت: "أتمنى محو هذه الذاكرة من رأسي لا أستطيع أن أنسى أطفالي أشتاق لهم في كل لحظة، تركت حزني داخلي أنتظر انتهاء حياتي كل يوم حتى ألتقي بأطفالي مرة أخرى، ولكن القذائف تمر فوق رؤوسنا لتقتل غيرنا وتترك ندوبا لا تزول أبدا".