فايننشال تايمز: العملية الإسرائيلية في مستشفى الشفاء تقضي على آخر دعم دولي لها
قضت العملية الإسرائيلية في مستشفى الشفاء على آخر دعم دولي لها
دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء في غزة لإجراء ما وصفه الجيش بـ”عملية دقيقة وموجهة” ضد حماس، بعد ساعات من دعم الولايات المتحدة لمزاعمها بأن الحركة المسلحة تخزن أسلحة في منشآت طبية، ولكن يبدو أن الأمر لم يجد صدى دوليا، حيث تصاعدت الأصوات المناهضة لإسرائيل بقوة، وسط اتهامات كبرى بارتكاب جرائم حرب.
حصار مستشفى الشفاء
وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الغارة التي شنتها القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء جاءت بعد أن حاصرت أكبر مستشفى في القطاع المحاصر، والذي يأوي المرضى وآلاف الأشخاص الذين لجؤوا إلى القصف الإسرائيلي للقطاع الساحلي.
وتابعت أن القتال بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية تصاعد لعدة أيام في الشوارع المحيطة بالمستشفى، ما دفع وكالات الأمم المتحدة إلى الدعوة إلى وضع حد للهجمات على المرافق الطبية.
مزاعم إسرائيلية
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تزعم أن مستشفى الشفاء، الذي توقف عن العمل بسبب نقص الوقود في نهاية الأسبوع، هو موقع مهم لعمليات حماس لأنه يقع على رأس البنية التحتية تحت الأرض للجماعة الإسلامية، والتي ينوي الجيش الإسرائيلي تدميرها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان على منصة التواصل الاجتماعي X إن عمليته في “منطقة محددة” من المستشفى “تستند إلى معلومات استخباراتية وضرورة تشغيلية”.
ونفى الأطباء في المستشفى في مدينة غزة مراراً وتكراراً أن يتم استخدامه في العمليات العسكرية التي تقوم بها حماس، ووصف متحدث باسم الحكومة في غزة، التي تسيطر عليها حماس، التقدم الإسرائيلي داخل المستشفى بأنه “جريمة حرب وجريمة أخلاقية وجريمة ضد الإنسانية”.
وقال المتحدث إن هناك حوالي 9000 شخص في المستشفى.
وتابعت الصحيفة أنه قبل ساعات من إعلان إسرائيل عن الغارة على مستشفى الشفاء، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، للصحفيين إن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وهي فصيل مسلح أصغر مقره في غزة، "خزنا أسلحة" في المستشفى و"استعدتا" للهجوم، للرد على عملية عسكرية إسرائيلية ضد تلك المنشأة”.
وأضاف كيربي إن حماس تستخدم المستشفيات، بما في ذلك مستشفى الشفاء، والأنفاق الموجودة تحتها لاحتجاز الرهائن.
لكنه قال إن واشنطن لا تؤيد ضرب مستشفى من الجو ولا تريد "معركة بالأسلحة النارية في مستشفى يحاول فيه الأبرياء والعاجزون والمرضى ببساطة الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها".
وضع يائس
ويشكل الوضع اليائس في مستشفيات غزة مصدرا للتوتر بين إسرائيل وحلفائها الغربيين، حيث تضغط الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى بشكل متزايد على إسرائيل لممارسة ضبط النفس في العمليات بالقرب من المرافق الطبية.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر هذا الأسبوع من أن المستشفيات "يجب أن تكون محمية"، قائلاً: "آمل وأتوقع أنه ستكون هناك إجراءات أقل تدخلاً فيما يتعلق بالمستشفيات".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "حذر علناً مراراً وتكراراً من أن استمرار استخدام حماس العسكري لمستشفى الشفاء يعرض وضعه المحمي بموجب القانون الدولي للخطر".
وقال محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في غزة، لشبكة تلفزيون الجزيرة إنه تحدث مع العاملين في مستشفى الشفاء الذين قالوا: “لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من داخل مجمع المستشفيات”.
وتابع زقوت: “لم تكن هناك مقاومة، وهذا أمر طبيعي لأن هذا مستشفى مدني”، مضيفا أن القوات الإسرائيلية دخلت قسم الطوارئ والطابق السفلي الذي يحتوي على معدات الأشعة.
وتوقفت جميع المستشفيات الأخرى في شمال غزة عن العمل، باستثناء مستشفى واحد، وفقا للأمم المتحدة، حيث فرض الجيش الإسرائيلي حصارا على القطاع كجزء من حربه المستمرة منذ أكثر من خمسة أسابيع ضد حماس.
وتعاني غزة، التي يسكنها 2.3 مليون نسمة، من أزمة إنسانية متفاقمة، منذ أن شنت إسرائيل هجوما انتقاميا ضد حماس بعد أن شنت الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.